دور المعلم التربوي في ظل القوانين المقيدة له
- خضر مبارك الخالدي/ محاضر جامعي ورئيس قسم الصحة والإرشاد بمديرية شمال الخليل
دور المعلم هو نقل المعرفة وغرس القيم وبناء الشخصية ولا يوجد في قانون التعليم أو مدونة السلوك ما يقيد دور المعلم التربوي فكما ورد في المدونة: الوصف الوظيفي للوظيفة التي يشغلها يُعد التزاما قانونيا من حيث المبدأ عليه الالتزام به تحت طائلة المسؤولية والمساءلة، غير أن الطريقة التي يُؤدى بها هذا العمل والصورة التي تظهره بها لها أهمية بالغة سواء على العمل الموكل له بموجب الوظيفة التي يشغلها أو على المواطن متلقي الخدمة محور اهتمام الخدمة.
إلا أن كلا من البيئة الفيزيقية للغرف وللمدرسة، أو عدد الطلاب وتمايزهم في الشعبة، وتدريس مادة من غير تخصصه، والنصيب العالي من الحصص وقلّة الوسائل اللوجستية كاللوح الذكي أو جهاز العرض أو اللابتوب، وعدم مواكبة المعلم للتطور وللوسائل الحديثة كاستخدام اللوح الذكي، أو لعب الدور أو المجموعات، والترفيع التلقائي يمكن اعتبارها مقيدة لدوره.
وتشهد نظرة المجتمع لعملية التعليم وقيمة التعليم تآكلا وخاصة لارتباطها بالموضوع المالي وعدم كفاية الراتب لسد حاجات المعلمين الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية، مما انعكس على الواقع التعليمي؛ إذ لا نجد معلمين ذكورا لعدد من التخصصات في مدارس الذكور الثانوية أيضا؛ فيتم إرسال المعلمات لها وهذا العزوف نذير خطر يجب الانتباه له قبل فوات الأوان.
ويرى الكثير من المعلمين أن سياسة الحد من العنف مقيدة لدوره، وهذه مسألة فيها نقاش، إذ تشير الدراسات إلى أن استخدام العنف يؤثر على شخصية الطالب بشكل سلبي.
والسياسة المتبناة تجرم العنف وهذا يفرض علينا تحديا كبيرا بأن يكون لدينا نحن المعلمين أساليب بديلة للعنف. كاستخدام العقاب والثواب بمفهومهما التربويين.
إن دور المعلم كبير جدا وهو صاحب رسالة وفي هذا يقول رسولنا الكريم: “إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير” [حديث حسن رواه الترمذي وغيره].
وفي قضية المناهج يوجد لدينا نوعان من المناهج، المنهج الرسمي أو المكتوب أو الموصى به، والنوع الثاني هو المنهج الخفي أو الصامت أو المستتر أو الضمني أو غير الرسمي أو النتائج الجانبية للتعليم، وفي هذا وذاك للمعلم دور كبير، وإن كان في الثاني أكثر كونه قدوة وكونه مكملا لما غُض الطرف عنه، أو حُذف أو استبدل نتيجة ضغوط لها علاقة بالممول أو بواضعي السياسات العالمية.
القضية الثانية التي تدخل ضمن الدور هو توقع المعلم في سلوك الطالب فتشير الدراسات إلى أن لتوقع المعلم أثرا كبيرا في سلوك الطالب، فليكن توقعنا من الطالب حسنا فكثير منا كلمة واحدة من معلمه كان لها الأثر الكبير جدا في مستقبله المهني
وحتى يبلغ دور المعلم ذروته لا بد من العمل على الظروف الذاتية للمعلم كامتلاك وسائل التعليم الحديثة، والتنوع في طرح المادة التعليمية، وأن يواكب العلم وأن يطور من نفسه، وعلى الظروف الموضوعية المحيطة كتحسين الظروف الفيزيقية للمدرسة من حيث البيئة والوسائل، والتدريب على بدائل العنف، وتفعيل نظام المتابعة، ورفع قيمة التعليم وتلبية حاجات المعلم.
تصنيفات : قضايا و مقالات