الصلاة معراج المؤمن الدائم في هذه الأيام المباركة التي تمر علينا فيها ذكرى الإسراء والمعراج، ما أجمل أن نتذكر بعضاً من لطائف هذه المعجزة العظيمة. وهنا أقف مع إحدى هذه اللطائف والتي أقتبسها من فريضة الصلاة. فقد فرض الله تعالى في هذه الليلة المباركة فريضة الصلاة، وهي الفريضة الوحيدة التي فرضها الله تعالى مباشرة ودون وسيط بينه وبين رسوله صلى الله عليه وسلم. الصلاة فرضت بعد أن عرج النبي – عليه الصلاة والسلام – بجسده وروحه إلى السماء. وهذا إن دلّ فإنما يدلّ على عظم قدر ومقام هذه الفريضة العظيمة ، كيف لا؟ وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة ، وهي عمود الدين . والصلاة بذاتها معراج لكل مؤمن في يومه وليلته إلى الله تعالى، يستشعر بها حلاوة القرب من الله الرحيم الودود مجيب الدعاء ناصر المستضعفين القوي المتين. وحتى يتحقق هذا المعنى لا بدّ أن يصلي المؤمن صلاته بقدر كبير من الخشوع، وأن يتأمل آيات كتاب الله تعالى كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم. ما أحوجنا في هذه الأيام إلى أن نصلي صلاة تعرج فيها أرواحنا إلى السماء؛ فنعلم أنّ الله تعالى لن يتخلى عنّا، وأنّ الله ناصرنا، وأنّ الله سيزيل الظالمين وأعوانهم قريباً وأنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين وغيرها من الآيات التي تمثل لنا سنداً معنوياً ومحفزاً على الإقدام على نصرة هذا الدين والالتفاف مع الحق حيث كان . ما أحوجنا للعودة إلى الله بحقيقة العبادة لا بصورة العبادة .
تصنيفات : وقفات تربوية