نحن والغرب
الحمد لله الذي جعل للأمة الإسلامية هويتها ؛ فجعلها كالشامة بين الأمم؛ والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد؛
فإن مما تعانيه المجتمعات العربية والإسلامية اليوم؛ أنها تقلد الغرب في كثير من شؤونها، وما كان ذلك إلا بسبب وقوف ثلة من أبناء الأمة وبناتها لنشر ثقافة الغرب في بلادنا الإسلامية تحت مسميات عدة منها: التحضر، والمدنية، وحرية المرأة، والرقي وغيرها من الشعارات الجوفاء، وإن ذلك لخطر كبير على أبنائنا وبناتنا، وناقوس خطر يهدد الأمة عبر ضرب الجيل، وصناعة إنسان غربي في بلاد لها تراثها وثقافتها وحضارتها المتجذرة.
أفكار شيطانية تغزو مجتمعاتنا الإسلامية؛ فلا يرون من حضارة الغرب إلا تلك الموضة الغربية من قصات الشعر، والملابس الممزقة، وعادات حياتية بعيدة كل البعد عن الدين والأخلاق. إن مسألة التقليد أضحت استهدافا مباشرا للعقول العربية، ومحاولة لإغوائهم وتضليلهم؛ فهم يحاولون أن يظهروا لنا صورة مشرقة للغرب، وإخفاء ما لديه من مصائب وويلات، وفي المقابل إظهار العرب والمسلمين بصورة مشوهة، وإخفاء ما لديهم من تراث عريق مقارنة مع الحضارات الأخرى، وما ذلك إلا لترسيخ المنهج الغربي والنمط الغربي في عقول أبنائنا وبناتنا .
إن الواجب على الآباء والأمهات خاصة، وأفراد المجتمع الإسلامي عامة أن يحذروا من تلك المحاولات خاصة في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي غزا المجتمعات، وتثقيف الأبناء والبنات، وترسيخ قيم الإسلام وأخلاقه في قلوبهم وعقولهم، ومتابعة أبنائهم وبناتهم حتى لا يقعوا فريسة سهلة في أيدي المسوقين للغرب في بلادنا العربية والإسلامية، الذين يصدرون لنا القاذورات، وينقلون لنا التفاهات، وصدق القائل : قالوا لنا الغرب قلت: صناعة وسياحة تغرينا
لكنه خاو من الإيمان لا يرعى صغيرا أو يسر حزينا
الغرب مقبرة المبادئ أينما رفعت يد أبدى لها السكينا
الغرب يكفر بالسلام وإنما بسلامه المزعوم يستهوينا
فعلينا ألا ننخدع بالشعارات الرنانة، وبالكلمات المعسولة، وقد أعجبني ما سمعت عن أحد رموز الغرب، حينما أخذ يقدم إحصائيات بعدد القتلة واللصوص في السجون عندهم، وحجم الدمار الحاصل جراء الإدمان على أعداد هائلة من الأسر والأفراد. وأمام هذا الواقع نحمد الله الذي جعلنا من أمة الحق والرسالة؛ من الأمة المتماسكة؛ من الأمة المنضبطة؛ من خير أمة أخرجت للناس.
تصنيفات : قضايا و مقالات