قالَ تعالی: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} قالَ ﷺ: {لَا تُشَدُّ اَلرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا وَالْمَسْجِدِ اَلْأَقْصَى}! إنّ المَسجد الأقصىٰ المُبارَك هو أولى القِبلَتين وَثاني مَسجِدٍ بُني في الأرض لِلعابِدين وَثالث المساجِد التي تُشدّ اليها رِحال المُصَلّين وَالرّاجح أنّ أوّل مَن بَناه: هو أبو البَشر آدَم (ﷺ) وَقد جَدّد بِناءه: ثُلّة مِن الأنبياء عَليهم السّلام الذين لا نُفرّق بين أحَدٍ منهم خِلافاً لمَن يَصِفهم في كُتبهم المُحرّفة وَالمَنسوخة بما تَقشعرّ له الأبدان! وَنُلاحظ أيّها الإخوَة الكِرام أنّ القُرآن الكَريم سَمّى الأقصىٰ: بِالمَسجِد وَليس بِالدّير أو البَيْعة أو الكَنيس أو الهَيْكل أو المَعبَد فهو مَسجدٌ مِن بِداية الخَليقة وَإلى أن يَرث اللّهُ الأرضَ وَمن عليها! وَالحَقّ يُقال: إنّ مَن غيّر وَبدّل أو انحرَف عن مَنهج المُرسَلين وَلمْ يؤمن بِبعثَة الصّادق الأمين ﷺ: لا عَلاقة لهُ مِن قريبٍ وَلا مِن بعيدٍ بِأقصانا الحَبيب مَسجد أمّة التّوحيد وَلا جَرَم أنّ أيّ اعتداءٍ على الأقصىٰ هو اعتداءٌ على (مَساجد) الأمّة الإسلاميّة جَمعاء! وَمَن استَطاع أن يُدافِع عَن الأقصىٰ أو الدّيار الفلِسطينيّة فَقَصّر فهو وَاللّٰهِ آثِم وَجَبان سواءٌ كان مِن الرّعيّة أو الحُكّام! وَنُعلنها صَريحة مُدوّية: بِأنّ الأقصىٰ سيَبقى مَسجِداً لنا نحنُ المُسلمين وَلا يَقبل التّقسيم إلى يَوْم الدّين مَهما بَغی المُحتلّ وَعَربد المُستَوطِنون! قالَ تعالی: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}! وَنُبَشّر الإخوَة المُؤمنين بأنّ المُرابِطين وَالمُعتَكفين في أولی القِبلَتين صابِرون صامِدون باقُون.. ما بَقي الزّعتَر وَاللّيمون وَالتّين وَالزّيتون.. بِإذن اللّٰهِ رَبّ العالَمين! نعَم سَتتَحرّر بِلادنا مِن دَنَس المُحتَلّين وَلو مِن بَعد حِين على أيدي: أحفادِ البَطل (صَلاح الدّين) لا على أيدي العَلمانيّين!!
تصنيفات : قضايا و مقالات