أخي المربي أختي المربية، ليس من نافلة القول بأنكم أنتم من تشغلون أشرف مهنة في الأرض وهي إعداد الإنسان الصالح وأنتم – بعد الآباء- من تغرسون السلوكيات الإيجابية، والأخلاقيات، والاتجاهات القويمة في نفوس تلاميذكم. وأنتم من تشكلون شخصياتهم وتصقلون هويتهم الاجتماعية. يُرسل الأهل أولادهم إليكم فتعظم الأمانة التي بين أيديكم، والتي سوف تُسألون عنها أمام رب العالمين.
أيها المربون الأكارم إن سلوك الطالب هو مرآة تعكس صورة من أشرف على تربيته وتعليمه وإعداده للحياة، فما الصورة التي نحب أن يراها الناس من خلال طلابنا؟ أعلم أن هناك مؤثرات عديدة أخرى تعكس ظلالها على الطالب. ولكن أليس باستطاعة كل منا أن يترك بصمة وضاءة عند كل متعلم تبقى محفورة في ذاكرته طيلة حياته؟ ألسنا حتى اليوم نسلك في كثير من أمور حياتنا سلوكيات تعلمناها ممن درسونا؟ ألسنا حتى اليوم نستذكر صفات هذا المربي أو تلك المربية ونتغنى بها؟ ذلك لجميل تلك الصفات وروعتها، بل ونشعر بالفخر إن مررنا بهم. في حين ربما يتهكم البعض منا على هذا المربي أو تلك المربية لمخالفة أفعاله لأقواله، أو غرابة تصرفاته أمام تلاميذه، ويبقى كل ذلك محفوراً في ذاكرة الطلاب طيلة حياتهم، عدا عن كونه جزءاً من سلوكياتهم اللاشعورية التي اكتسبوها من مربيهم.
من هنا تأتي أهمية أن يحرص كل منا -نحن المربين والمربيات – أن يكون القدوة الحسنة لطلابه، لنكون قدوة في سلوكنا الاجتماعي معهم وأمامهم، قدوة في احترام آرائهم لنعلمهم أدب الحوار واحترام الرأي الآخر، قدوة في الحفاظ على الممتلكات العامة، قدوة في المثابرة والسعي للارتقاء بالنفس من ناحية، والتواضع في التعامل مع الصغير والكبير وأصحاب القدرات المحدودة من الطلبة وعدم التهكم عليهم أو التقليل من احترامهم أمام زملائهم، لنكن صادقين فيما نقطعه من وعود لهم لنعلمهم أن الوفاء بالوعد شرط أصيل في الشخصية المؤمنة الصادقة..
أخي المربي، أختي المربية أنت النموذج والقدوة، وأنت من يستطيع أن يكون المثل الأعلى لطلابه، لا يمكن حصر السمات والصفات التي يفترض أن نتمثلها لنكون قدوة طيبة لهم، لذا يكفينا أن يكون سلوكنا الدائم ترجمة لأخلاق الإسلام، ولنكون قدوة طيبة لأبنائنا الطلبة، لا بد لنا من أن نتمثل نحن أخلاق وسلوكيات معلمنا الأول سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وكيف كان تعامله مع تلاميذه – الصحابة رضي الله عنهم- وكيف كان يراعي الفروق الفردية بينهم في أسلوب تعامله، وتكليفهم بالمهمات وفق قدراتهم، وكيف كان يراعي حال السائل عندما كان يجيب على تساؤلات البعض منهم، فكانت تختلف إجابته عن نفس السؤال باختلاف حال السائل، وكيف كان المبادر للعمل قبلهم ومعهم، وكيف كان يتقن فن الاستماع لهم، و.. و.. ما أجمل أن نقتفي أثر الرسول الكريم في تعامله مع طلابه لنكون القدوة الحسنة لطلابنا فنكسب احترامهم في الدنيا وأجر أعمالهم الصالحة في الآخرة. حفظكم الله ورعاكم جميعا.
تصنيفات : قضايا و مقالات