لو يضعنا فضيلة الدكتور في صورة رحلته في التعليمية والعملية
لقد أتممت دراستي الابتدائية والإعدادية في مدارس بلعا مسقط رأسي إلى الشرق من طولكرم ، وتلقيت دراستي الثانوية في مدارس طولكرم وحصلت على شهادة الثانوية العامة سنة 1973 والتحقت بمعهد خضوري في طولكرم وتخرجت منه بدرجة دبلوم زراعة 3 سنوات بتاريخ 8/6/1978، ثم التحقت بكلية العلوم الشرعية في قلقيلية في شهر 9/1978 وحصلت على الدبلوم الشرعي بتاريخ 19/6/1980 وأكرمني الله تبارك وتعالى بإجازة تجويد القرآن الكريم الصادرة من مجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية في القدس المبارك بتاريخ 2/7/1980، فتلقيت علم التجويد على رواية حفص عن عاصم على يدي شيخنا وأستاذنا المرحوم فضيلة الشيخ محمد سعيد ملحس، وذلك من خلال المساق المقرر في التلاوة والحفظ في المعهد الشرعي وكذلك من خلال الدورة التي عقدتها الأوقاف في مسجد النصر في نابلس فقد كنت أذهب إلى الدورة يومين في الأسبوع، بعد الانتهاء من دوامي في المعهد الشرعي، وذلك بصحبة الأخ الفاضل والشيخ الجليل عوض مصطفى عودة.
وكما كنت أقرأ ما أجده من رسائل في التجويد وأستمع الى المقرئين من خلال إذاعات القرآن الكريم وأقوم بتقليدهم، حتى وصلت إلى درجة من الإتقان النسبي الذي أهلني إلى تدريس أحكام تجويد القرآن الكريم وتحفيظه في دور القرآن الكريم التابعة للأوقاف في محافظة طولكرم.
أما رحلتي العملية فقد تعينت إماما لوظيفة حكومية في مسجد ذنابة بتاريخ 1/1/1979، وما أن حصلت على إجازة التجويد حتى تم نقلي إلى وظيفة مشرف دور القرآن للتجويد والتحفيظ التابعة لأوقاف طولكرم بتاريخ 1/1/1981، فبدأت بالتعاون مع مديرية الأوقاف وإدارة الأوقاف العامة في القدس بفتح مراكز لتعليم أحكام التجويد وتحفيظ القرآن الكريم في كل البلدات والقرى التابعة لأوقاف طولكرم لكلا الجنسين، وتخرج المئات من متقني أحكام التجويد براوية حفص عن عاصم وكذلك الحفظة لكتاب الله كاملا أو مستويات منه ذكورا وإناثا.
إذا ذُكر الشيخ طلال ذُكر العمل القرآني .. ماذا يحدثنا الشيخ عن علاقته مع القرآن؟
لقد اجتهدت على نشر علم التجويد في مختلف قطاعات الناس ومختلف الأعمار ذكورا وإناثا وتخرج الصبيان والشباب والكهول والأطباء والمهندسون والعمال وأرباب الأعمال، كما عقدت دورات تجويد خاصة بالأئمة والمؤذنين، وأصبح للقرآن الكريم وجود في حياة الناس وتغلغل في قلوبهم وعقولهم واختلط بدمائهم ولحومهم.
وفي سنة 1984 عينت عضوا في لجنة امتحانات التجويد العامة في الضفة، وصاحبت جهابذة علم التجويد في تنقلاتنا في مدن الضفة الغربية لإجراء امتحانات التجويد الشفوية، أذكر منهم فضيلة الشيخ محمد رشاد الشريف، وفضيلة الشيخ شحادة شحادة، وفضيلة الشيخ محمد سعيد ملحس، وفضيلة الشيخ عوض مصطفى عودة، وفضيلة الشيخ حرب، وفضيلة الشيخ إبراهيم أبو سالم، وفضيلة الشيخ محمد زيود.
ولا زلت حتى اليوم أمارس دوري في لجان امتحان التجويد والتحفيظ والمسابقات التي تعقدها وزارة الأوقاف وبجامعات الضفة وغيرها.
ورغم أنني تقاعدت وظيفيا بتاريخ 1/1/2011 لكني لا زلت بفضل الله أدرس التجويد والتحفيظ بالتنسيق مع وزارة الأوقاف.
وبعد تقاعدي تفرغت لنفسي وأخذت أتلقى بعض روايات قراءة القرآن الكريم عمن حملها ومنهم فضيلة الأستاذ الشيخ إبراهيم بركات من علار، وفضيلة الشيخ محمود حجار من طولكرم، وفضيلة الشيخ مهدي ملاح، وفضيلة الأستاذ الشيخ غسان حمودي جزاهم الله خيرا.
وأنا أقوم الآن بتدريس قراءة عاصم بروايتيه حفص وشعبة وكذلك رواية ورش عن نافع.
مر العمل القرآني في فلسطين بتجارب كثيرة ما هي أبرز محطات كذلك؟
1- بدأ العمل القرآني بتدريس أحكام التجويد وبعض روايات قراءة القرآن الكريم على نطاق ضيق لا يكاد يذكر في الخليل والقدس ونابلس وطولكرم منذ السبعينيات من القرن الماضي.
2- برز تدريس علم التجويد بشكل بارز بصورة حلقات في المساجد في نهاية التسعينيات في القدس ونابلس والخليل.
3- وفي الثمانينيات زاد عدد دور القرآن ومراكز التحفيظ بشكل ملموس في مختلف مدن الضفة.
4- في بدايات التسعينيات انتشرت مراكز لتحفيظ القرآن الكريم وأخذت تزداد سنويا، وبدأت الوزارة تشكل لجانا لفحص حفظة القرآن الكريم في المستويات لكل خمسة أجزاء وتمنحهم شهادات حفظ.
5- تشجيعا للشباب على حفظ كتاب الله أقرت وزارة الأوقاف قانونا يقضي بتعيين الحفظة محفظين وأئمة في المساجد براتب شهري.
6- تعرضت مسيرة القرآن الكريم الى التراجع بشكل ملموس بسبب الظروف الطارئة خلال فترة العشر سنوات السابقة وسنوات مرض الكورونا، ثم بدأ الإقبال من جديد من قبل السكان على دورات التجويد والتحفيظ.
7- الشيء اللافت للانتباه هو زيادة أعداد الحفظة باطراد وانتشار دورات تلقي روايات قراءة القرآن الكريم في أنحاء فلسطين.
8- بروز العمل القرآني في جامعات الضفة ومدارسها، فتقوم كليات الشريعة في بعض الجامعات بعمل دروات تجويد وتحفيظ ويخضع الطلاب للجان الفحص وإيجاد التنافس من المشاركين بين الطلاب في حفظ القرآن الكريم وتجويده.
9- مشاركة فلسطين في مسابقات حفظ وتجويد القرآن الدولية ذكورا وإناثا.
ما هي الوصية التي يقدمها الشيخ للقائمين على المراكز القرآنية إدارة وتعليما وتحفيظا؟
1- تعيين المؤهلين لهذا العلم حفظا وتجويدا ولغة وحسن سيرة وسلوك.
2- عمل دروات خاصة بإدارة الحلقات القرآنية.
3- المتابعة الدائمة من قبل الإداريين القائمين على هذه المراكز لمعرفة مدى نجاح المدرسين وسلوك الطلاب.
4- منح الجوائز والمكافآت للملتحقين بمراكز القرآن الكريم.
5- إيجاد روح التنافس بين المراكز.
6- تبادل الزيارات بين مراكز القرآن على مستوى المحافظة والمحافظات، وعمل نشاطات محفزة.
7- الإتمام بتفسير الآيات ومعاني الكلمات قبل حفظ الآيات والسور.
ما هي الوصية التي يقدمها الشيخ لطلبة القرآن الكريم؟ وكيف يمكن لهم أن يمضوا في العلاقة مع القرآن الكريم حفظا وترتيلا؟
أن يكون حفظهم وتعلمهم لقراءة الكريم خالصا لوجه الله تعالى لا يبتغون بذلك مغنما دنيويا، والالتزام الكامل بالبرنامج الذي تضعه إدارة مراكز القرآن الكريم، وكذلك تفريغ وقت كاف ودائم لحفظ القرآن الكريم ودراسته، والمراجعة الدائمة لمن أتم حفظ كتاب الله كاملا، وقراءة القرآن الكريم دائما بأحكام التجويد سواء كان داخل الصلاة أو خارجها وحتى في المراجعة، وأخيرا أن يكون القرآن خلق حامله لأنه حجه له أو عليه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تصنيفات : قضايا و مقالات