أنا مدخن … فما الحل؟؟ أ. علام عبد القادر نعنع
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، وعلى آله وصحبه مِن بعده، ومن سلك طريقه واقتفى أثره إلى يوم الدين وبعد؛
فلا شك أنَّ أرزاقاً كثيرةً تساق إلينا بين حين وآخر، إذ ليس الرزق في المال فقط، بل في جوانب أخرى، كالعلم النافع والنصيحة الدافئة التي يسوقها الله تعالى على ألسنة خلقه من أجل منفعة الآخرين، فهذا موضوع إمّا أن تكون – أيها القارئ الحبيب – مبتلى به فأنت المقصود، وإمّا أن تكون معافى منه، فكن من الشاكرين لله على ذلك.
أمّا ما نريد الحديث عنه فهو التدخين الذي بات متشبثاً به من قبل شرائح متعددة في المجتمع ذُكراناً كانوا أم إناثاً، فنسأله تعالى العفو والعافية – لنا جميعاً – في الدنيا والآخرة .
اعلم أيها الحبيب أنَّ نبات الدخان الذي يطلق عليه التبغ أو التمباك قد ظهر في آخر القرن العاشر الهجري وبدأ استعمالُه يشيع بين الناس، مما أوجب على علماء ذلك العصر أن يتحدثوا في بيان حكمه الشرعيّ، حتى قال منهم بأنه حرام، ومنهم من أفتى بكراهته، وفي الغالب – والله تعالى أعلم – أن هذا الاختلاف جاء لاختلاف تحقيق المناط ولعدم وجود الأبحاث الدقيقة التي تشير إلى ضرره، ومعنى ذلك أنهم لو أجمعوا على وجود الضرر فيه لقالوا جملة واحدة أنّه حرام، وبالتأكيد أنّ الجانب الطبيّ في هذا الاتجاه له باعٌ طويل، إذ لا أحد من أصحاب العقول النيِّرة من هؤلاء يقول بأنه ليس بضار، وحول هذا المعنى يقول الله تعالى : ” وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍۢ ” (سورة فاطر آية ١٤)
ثم اعلم أيها الحبيب رعاكَ الله أن هذه الدُنيا دار ابتلاء وامتحان كما أن فيها الخير وفيها الشر، والله عز وجل سائلٌ يوم القيامة كل عبدٍ عن أمور كان قد تقلب في نعيمها أيام الدنيا ومن هذه النعم، الصحة والعافية، فضلاً عن المال الذي هو قِوام الحياة، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: { لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ } رواه الترمذي، وقال: ” هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ”
ثم لا بد أن نوقن تماماً بضرورة وجود القدوة الحسنة فالأب قدوة لولده، فإن أردنا أولاداً أصّحاء فلا بد أن نبدأ بتحقيق ذلك في ذواتنا .وصدق من قال :
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوّده أبوه
هذا فضلاً على أن الشعب الفلسطيني المحتل يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، فلو نظرنا إلى ما ينفقه الشعب الفلسطينيّ يومياً من أجل التدخين لدُهشنا!
وخلاصة القول إن هذا الجسم الذي منحنا الله إياه وأن هذا المال الذي بين أيدينا ما هو إلا أمانة جعلها اللهُ بين أيدينا، ولا بد يوماً أن ترد الودائع .وفي النهاية دعونا نعدّد بعض النصائح التي من شأنها – بإذن الله تعالى – أن تعيننا على ترك هذا الوباء، وإن تركناه إرضاءً لله تعالى فسيرفع الله تعالى قدرنا ويُعظم شأننا، لأن من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه .
أمّا هذه النصائح :
أولاً- الاستعانة بالله عز وجل من خلال صلاة ركعتين ندعو الله تعالى فيهما خلال سجودنا أن يا رب اصرف عنا هذا الوباء لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ) رواه الترمذي، وقال: ” هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ”
ثانياً- عدم اصطحاب شيء من الدخان معنا سيّما في الأيام الثلاثة الأولى من الإقلاع .
ثالثاً- الإكثار من أكل الفاكهة وشرب الماء .
رابعاً- توفير حصالة لوضع ما كنا ننفقه من أجل التدخين فيها .
وفي الختام نسأله تعالى أن يُحبب إلينا الإيمان وأن يزيّنهُ في قلوبنا، وأن يكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعلنا من الراشدين والحمد لله رب العالمين.
تصنيفات : قضايا و مقالات