قصيدة شعرية بعنوان مرثية شاعر، للشاعر علاء ميتاني
أغسطس 10, 2023
للمشاركة :

ما أبْشَعَ المَوْتَ إنْ جَفَّتْ ضمائِرُهم          عن الحنينِ صُخورٌ ويكأنَّهُمُ

ما أكثرَ النَّاسَ مِن حَوْلِي وأَوْهَمَنِي       فيهم وإنْ كانَ عِندي كِذْبُ ما زَعَموا

هذا ولا شَكَّ ألَّا حُزْنَ في وَطَنٍ        ما دامَ للمَرْءِ أمٌّ فيه تَبْتَسِمُ

لا أُمَّ للمَرْءِ إلَّا مَنْ بِهِ حَمَلَتْ           ولا نظيرَ لأُمٍّ صَوْتُها نَغَمُ

لَوْ كانَ ذا الحُبُّ مَوْلودًا لكانَ لها      أَنْ تُنْجِبَ الحُبَّ بَعْدَ النَّاسِ ما عَقِموا

أَحْبِبْ من النَّاسِ مَنْ تَرْجو محبَّتَهُ     عندَ السِّقامِ لعلَّ الجُرْحَ يلتئِمُ

وكُنْ صَدوقًا إِذا ما العَهْدُ تقطعُهُ      فما العُهودُ وما الأِخْلاقُ والذِّمَمُ

إِلَّاهُ صَوْنُ الأَذى مِنْ كُلِّ رازحةٍ        مِنْ المصائبِ والأَهْوالُ تَحْتَدِمُ

كُنْ نِدَّ مَنْ شِئْتَ واصْحَبْ كُلَّ ذي أَنَفٍ   ولا تَخُنْ لو جفاكَ الصَّحْبُ كلُّهُمُ

ولا تُطِعْ مَنْ إِذا طاوعْتَهُ حَصَدَتْ    كَفَّاكَ شَوْكًا وما في وُسْعِكَ النَّدَمُ

يا مَنْ تَخيَّلتُ أَنِّي كُنْتُ أَعْشَقُهُ    لا رُكْنَ في القلبِ يأْوي حُبَّ مَنْ ظَلَموا

لو كانَ حُبَّا لما جَفَّتْ أواصِرُهُ   ولا ذَوَتْ مِنْهُ أَوْراقٌ ولا شِيَمُ

إِنِّي على الوُّدِ ما غَيَّرْتُ خارِطَةً    ولا تَجَشَّمْتُ دَرْبًا فيه أَنتقِمُ

أَنا الَّذي كان طَبْعي أَنْ أُجامِلَكُم   ولَمْ يزلْ غيرَ أَنِّي فيه أُتَّهَمُ

تصنيفات :