حكم إطلاق النار والمفرقعات في المناسبات، أ. د. محمد الشريدة
أغسطس 10, 2023
للمشاركة :

ما حكم الشرع الإسلامي فيمن يطلق النار والمفرقعات النارية في مناسباته؟

 قال تعالی: ﴿وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحْتَمَلُواْ بُهْتَٰنًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾ وقال نبيّنا ﷺ: {مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جارَهُ} وقال ﷺ: {لا تَزُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ.. وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ أَخَذَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ} أيّها الإخوة الكرام يعاني شعبنا البطل من ظاهرة إطلاق النّار في جميع المناسبات مع أنّ المستوطنات مصدر المفرقعات وهي غالية الثّمن وتشوّه صورة الوطن وتنشر الفوضى في البلاد وتبثّ الرّعب في العباد قال ﷺ: {إذا مَرّ أحَدكُم في مَسجدِنا أوْ في سُوقِنا وَمعه نَبْلٌ فَليُمْسِكْ على نِصالِها بِكَفّهِ أن يُصيبَ أحَدٌ مِن المُسلِمين مِنها شَيءٌ} وَنَهی أن يُتَعاطى السّيفُ مَسلولاً فَقال {مَن أشارَ إلى أخيهِ بِحَديدةٍ فَإنّ المَلائكة تَلْعَنهُ حتّى وَإن كانَ أخاهُ لِأبيهِ وَأمّهِ} فإذا كان الذي يشير بحديدة ليخيف أخاه ولو مازحاً يستحقّ اللّعن فكيف بمن يخيف النّساء والأطفال وكبار السّنّ؟! إنّ هذا الوعيد الشّديد والتّهديد الأكيد عقوبة للمراهق العنيد أخاف غيره بآلة حديد فكيف بمن أطلق الرّصاص فوق رؤوس النّاس؟! فيا للّه كم من طفل تيتّم وزوجة ترمّلت وكم من فرح تحوّل بسبب رصاصة من مستهتر يمزح إلى ترح وكم من امرأة ورجل وشابّ وطفل لقي مصرعه على عجل برصاصة طائشة من مختلّ العقل لمجرّد مروره من ذاك الحفل مع أنّه لا  ناقة له ولا جمل؟! قال ﷺ: {لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا} إذا كان ﷺ نهى عن حمل السّلاح مكشوفاً خشية أن يؤذي النّاس عن طريق الخطأ فما بالك أخي الكريم بمن يشهر السّلاح لمجرد استعراض عضلاته أمام عامّة المواطنين؟ ألا يعلم من يطلق النّار بهذه الدّيار أنّ ربع شعبنا تحت خطّ الفقر وهذا المسرف المبذّر يشهر السّلاح أمام النّساء والأطفال ويتلف المال دون أيّ فائدة تذكر ليقال عنه بطل عنتر وهو جبان مبذّر فعل ما نهی عنه وزجر خالق البشر: ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ﴾ معلوم استجابة الحيّ القيّوم لدعوات المظلوم فما الذي يمنع المكلوم وصاحب الهموم أن يدعو على مطلق النّار الغشوم فيقلب اللّه فرحه ترحاً سائر ذلك اليوم؟!

تصنيفات :