الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛ فقد حرص الإسلام على سلامة المجتمع وصلاح أفراده ومؤسساته. قال تعالى:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (الأحزاب:33)، ولذلك حارب وبشدة إشاعة الفاحشة وتوعد مروجيها (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) 19(سورة النور)، فكل من يأنس بالفواحش ويسعى لنشرها يدخل في هذا الوعيد الشديد.
لقد شدد الإسلام في إثبات حد فاحشة الزنا بشروط وشهود تكاد أن تكون تعجيزية، صيانة لسمعة المجتمع وطهارته، وكذلك الحال في حد القذف الذي شرع لأجل هذا الغرض.
لقد توعد الله عز وجل المجاهرين بالمعاصي والمروجين للفواحش في كتابه المجيد وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم «كل أُمتي مُعَافًى إلا المُجاهرين، وإنَّ من المُجَاهرة أن يعملَ الرجلُ بالليل عملًا، ثم يُصْبِح وقد سَتره الله عليه، فيقول: يا فلان، عَمِلت البَارحة كذا وكذا، وقد بَات يَسْتُره ربه، ويُصبح يَكشف سِتْرَ الله عنه)(رواه البخاري ومسلم ) ، فرحمة الله واسعة ومغفرته شاملة إلا أنها تضيق عند المجاهر والمعاند، فلو أن شخصا أفطر رمضان كاملا تقاعسا وكان نادما خجولا لرجونا له المغفرة ودخول الجنة، أما من أفطر يوما واحدا مجاهرا جاحدا لخرج من رحمة الله إلى غضبه وعقابه حتى يندم ويتوب توبة نصوحاً.
حرص الإسلام على علاقة زوجية آمنة سعيدة، فدعا إلى حفظ أسرار البيوت فقال صلى الله عليه وسلم (إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة: الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها) (رواه مسلم).
حالات للمجاهرة المعاصرة (على مواقع التواصل الاجتماعي):
1 – نشر صور حفلات الخطوبة والزواج وما يتخللها من أغان ماجنة وقصات خليعة وملابس معيبة.
2- نشر حالات الفرح والاحتفال بالمناسبات كحفلات التخرج وأعياد الميلاد التي لا تخلو غالبا من الاختلاط والتبرج والسفور.
3 – نشر فيديوهات ومقاطع إباحية أو مخلة بالأخلاق والآداب العامة كتعليم النصب والاحتيال في المعاملات المالية، أو طريقة الغش في الاختبارات.
4 – وقد تكتسي المجاهرة بالمعصية الطابع الديني كتلك المقاطع والفيديوهات لمشاهير علمانيين أو ممثلات مشهورات بالفسق، يتكلمون في الدين والمواعظ والأناشيد الدينية ويتغنون بالوطنية.
5 – وإني أكره للعفيفة الطاهرة – لغير الضرورة – أن تظهر بصورتها وصوتها على مواقع التواصل وهي تدرس أو تحاضر أو تقرا القرآن أو تنشد، حيث تستطيع أن تفيدنا بما لديها من معلومات وقدرات بوسائل أخرى، من باب قاعدة سد الذرائع، ولا يخفى أننا نعيش في زمن كثر فيه الفساد والمفسدون.
وفي الختام، نصيحتي لي ولكم جميعا الالتزام بآداب الإسلام وتعاليمه، ففيه الحفاظ على بيوتنا ومجتمعاتنا لتكون آمنة سعيدة نظيفة.
تصنيفات : قضايا و مقالات