أودى بك الوجد، الشاعر محمد الكوني
سبتمبر 11, 2023
للمشاركة :

أودى بكَ الوجدُ أم حارت بك السبلُ

يا صاح قم داو من بالحب قد قتلوا

حتى متى ستبيت الدهر مكتئبًا

تقد ثوبك تبكي فقدَ من رحلوا؟

“وهذه الدار لا تبقي على أحدٍ”

وليس يهنى على عرصاتها رجلُ

علت رسوم ديار الشوق مظلمةٌ

ولا يسير إلى باحاتها بطلُ

كيف الرقاد وقد دكت عظائمنا

حتى تمطى على آهاتنا الجدلُ

مضى ليعلن قولا ما له أثرٌ

كم من رجال بنَوا قولا وما فعلوا

سئمتُ من جور قوم ويكأنهم

بين الرجال إذا كلمتهم هَزلُ

ماذا سيجدي كلام المرء إن برزت

جحافل الشؤم تشحذها لنا المللُ

كل الأنام تباروا في هزيمتنا

ونحن من نحنُ إلا النومُ والفشَلُ

هم أبصروا همما بالحق قد زأرت

حتى تحرر أوطانًا بها الوجلُ

لكنهم غفلوا عن كوننا فرقا

ياليتهم عقلوا من بعدما غفلوا

من أين ننصر والأحقاد جاثمة

وعلى الصدور كما الطوفان تنسدلُ

هل ذنبنا أن فينا ثلة نهضت

تجني رؤوس من استعلوا وما عدلوا

صف لي وقوعك في الآهات منكسرًا

تمضي وراء خرافاتٍ بها العلل

تهين نفسك إذ ترضي مطامعها

فكن هماما كمن للذل ما احتملوا

قد وطنوا في روحهم أفكارهم

لم يغرهم صنم بالجهل أو هُبَلُ

قوم شداد لهم أفكارهم حرمٌ

لا شيء يفتنهم لله قد عجلوا

لأنهم فطنوا للعيش وانتبهوا

وما توانوا عن الإقدام أو كسلوا

لأنهم خير خلق الله مكرمةً

ودينهم حفظوا بالغيب كي يصلوا

أحدث النفس بالأسحار أسألها

أودى بك العشق أم قد خانك الأملُ؟

يا نفسُ قومي ولا تستسهلي خورا

فالعيش موت إذا لم يروه العمل

شقي عباب بحار الأرض وابتهلي

ما خاب من لإله الكون يبتهلُ

ولتطعني بنصال المجدِ من غدروا

حتى يفيق على ضرباتنا الثمِلُ

ذقنا من المر ما ذاقت جبابرة

في الصبر ما لم يذقه الصابر الجملُ

وسارت الروحُ في بيداء قاحلةٍ

تشدها للسراب الكامن الطللُ

على صهيل خيول الخير قد بزغت

حتى هَوت من خيول مسها الزلل

من بعد أن كانت الأكوان تتبعها

وعينها من دماء الروم تكتحل

قد هاجرت نحو من دفنوا بعزتهم

كي لا يصيبهمُ في عزمهم شللُ

كيما نؤنب قلبًا في جوانحنا

يكوي البغاة وفيه النصر يكتملُ

تصنيفات :