أنا الأقصى بوجْهِ الظلمِ ألتهبُ..
عَصَرْتُ الشّمْسَ في كأسٍ..
شربْتُ الصّخْرَ أيّوباً..
وصَبراً أرهقَ المحتلَّ والغازى..
هـُـنـا الأغصانُ والأوطانُ والآياتُ في القرآنِ
يا مَنْ تسبقُ الشيطانَ
رتِّلْ سورةَ الإسراءِ
وارسمْ في العُلا نَسَبي..
أنا ما كنتُ مُختَزَلا
هُنا الأرواحُ تصعدُ نحوَ بارئِها..
تعودُ بأرضِها تحيا
ورغمَ الموتِ ما ماتتْ..
تبثُّ نسائمَ الأنفاسِ في وطني..
تموتُ وتبعثُ الإصرارَ، تُرسلُ خنجراً مِنْ عظمِها جُمَلا..
هِيَ الأجسادُ إن ْماتتْ سيبقى عزفُها لحناً نردّدُهُ..
يموتُ الناسُ كلُّ الناسِ
لكنْ موطني حيٌّ..
وإنْ رحَلَتْ قناديلٌ
فإنَّ الزيتَ في الأنفاسِ مُلتهبُ..
سيبقى مشعلُ الهاماتِ مُكتملا..
هُنا الأمواتُ أحياءٌ
كحَبِّ القمحِ إنْ سقطتْ
تجودُ بعشقِها سُبُلا..
هُنا الخنساءُ إنْ فقدَتْ
وإنْ فقدتْ وإن فقدت
ترشُّ الوردَ والحنّاءَ والقُبُلا..
هُنا الزيتونُ لو يعطش
تصيرُ دماؤنا نهْراّ
ومُغتسلا..
فتروي أرضَنا العَطشى..
ونجعلُ مهدَها المُقَلا..
هِيَ الأوطانُ مِنْ كنعانَ أجدادي
ولن أرضى لها بَدَلا..
فسجّلْ أنني العَرَبيُّ والقدسيُّ
أصلي واردِ في الذكرِ في القرآنِ
إني غازلٌ أمَلا..
أنا الجلمودُ في أرضي..
هُنا المعراجُ لا تغفلْ..
فسجّلْ أنني العَرَبيُّ..
دوِّنْ نبضَ شرياني وأوردتي..
سأنفضُ هامتي عَمَلا
أنا باقٍ ودقّتْ ساعةَ الميعادِ
واعلمْ أيها العادي
بأنَّ العيدَ موعدُنا..
هُنا الأوتارُ تعجبُني..
تقيّدُ خفقةَ الغُربانِ..
تكسرُ قبضةَ السجّانِ..
تخسفُ صولةَ الكِسرى..
وتكسرُ شوكةَ العادي..
فحدّثْ واكتبِ الجُمَلا..
أيا كنعانُ إنّ النصرَ موعدُنا
فوحّدْ ربَّكَ الرحمنَ لا تيأسْ..
إذا طالتْ ليالي البؤسِ
إنَّ الفجرَ مولودٌ بإذنِ اللهِ
في وطني
———————————–
للشاعر موسى أبو غليون
نابلس/ فلسطين
تصنيفات : قضايا و مقالات