قال اللّه تعالی: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ أيها الإخوة الطيبون المباركون المرابطون العاقبة للمتقين إحدی سنن اللّه في هذا الكون لن تجد لها تبديلا ولا تحويلا: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا﴾؟ وحتى تكون العاقبة لنا معشر المرابطين في الثغر في أرض المحشر والمنشر البلاد المباركة فلسطين لا بد من تحقيق شروطها كاملة حتى نستحق الفوز المبين والعز والتمكين:
1. الاستعانة باللّه رب العالمين والإحسان والتقوى واليقين والصبر ومصابرة الكافرين والحرص على صلاة الخاشعين: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾ وقال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ وقال رسول اللّه ﷺ: {وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرَاً وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ} [صحيح البخاري].
2. الأخذ بالأسباب والتوكل قبل ذلك وبعد ذلك على رب العباد: قال تعالى: ﴿وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾.
3. الابتهال والدعاء وَالالتجاء لرب الأرض والسماء في السراء والضراء والعلانية والخفاء وعند مواجهة الخصوم الألداء: قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ وقال تعالى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾.
4. التفاؤل بقرب النصر والأمل بكشف السوء والضر: قال تعالى: ﴿حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ وقال تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ وقال ﷺ: {وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ} وقال ﷺ: {وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرَاً} ﴾
5. تحقيق الإيمان ونصرة دين الرحمن في أي مكان ومجال وزمان: قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ وقال تعالى: ﴿وَكَانَ حَقَّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وصدق القائل الحكيم: (إن كنتم مؤمنين فأبشروا بالنصر المبين)
6. عبودية الراعي والرعية للّه خالق البشرية: قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا..﴾
7. الإخلاص لمولانا رب الناس: قال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾
8. الاتحاد والوقوف صفا واحدا أمام الأوغاد الذين طغوا في البلاد فعاثوا فيها الفساد: قال تعالى: ﴿إِنّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذينَ يُقاتِلونَ فِي سَبِيلِهِ صَفَّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾
9. طاعة كل مسلم ولي أمر والوحدة والصبر وعدم الاختلاف حين تدق ساعة الصفر والتوكل على اللّه العزيز المقتدر: قال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾
10. كثرة الدعاء والابتهال للّه الكبير المتعال: قال تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾
11. الإعداد والأخذ بِالأسباب والاعتماد قبل ذلك وبعد ذلك على رب العباد: قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾
12. الشورى والاعتبار وأخذ رأي من يعنيهم الأمر من أولي الأيدي والأبصار وعدم التردد في اتخاذ القرار: قال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾
13. الثبات حتی الممات وعدم الخوف من المعتدين الفجار: قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ﴾.
يستفاد من هذه النصوص الشرعية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وجوب الأخذ بجميع الأسباب المادية والمعنوية والتوكل قبل ذلك وبعد ذلك علی من أكرمنا بالشريعة الإسلامية مولانا رب البرية.
ونقول في الختام للإخوة الأحبة الكرام: إن العاقبة للمرابطين الصابرين المصابرين إلی يوم الدين مهما بغی المعتدون وتخاذل المثبطون والمتآمرون: ﴿وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
تصنيفات : قضايا و مقالات