الإعداد الإسلامي لتحريـر بيــت المقــدس، أ. فادية عتيلي
ديسمبر 2, 2023
للمشاركة :

قد يبقى الخلاف طويلا بين مفكري الأمة الإسلامية على اختلاف أطيافهم وتوجهاتهم حول آلية تحرير الأرض والإنسان.. إذ تراهم حينا يؤكدون أن الطريق يكمن في السياسة البحتة، رغم أنها لم تؤت أكلها يوما أمام محتل وغاصب للأرض والكرامة، بل زادته تعنتا وهمجية وعدوانا على صاحب الأرض ومقدساته، قد لا نتجاوز ضرورة الدخول في الحوار السياسي خلال مسيرة استرداد الأرض، لكنها ليست الخطوة الأولى، فهي مرحلة تأتي متأخرة، وإنما يدخلها صاحب الحق والكلمة بشروطه وإرادته.

أما الإعداد الكامل للتحرير فقاعدته الأولى: هي إعداد الفرد نفسيا وعقائديا ليخرج أمام هذه المرحلة جنديا مؤمنا واثقا متوكلا على الله في خطاه. فلا خطوة تسبق خطوة إخراج جيل قرآني حافظ لقوانين دينه. فالسلاح يبقى تائها غير موجه لهدفه، دون دستور رباني يسيره ويملي عليه تعاليمه وأهدافه، وتبقى شريعتنا الإسلامية مصدر فخر وعزة، لكنها بحاجة لرجال أشداء علموا قيمة السلاح فحملوه عشقا للأرض، وإيمانا وتصديقا لوعد الله، فقد حفظوا مراحل الإعداد والرباط والثبات، فمضوا عاملين بما تعلموا، مقدمين أرواحهم وأموالهم هدية إلى خالقهم وفداء لمقدساتهم.

هذا الدين الذي لم يغال يوما ولم يتطرف في حق البشرية، بل حفظ للفرد قيمته من أي جنس ولون، ما كان نهجه ظالما في استرجاع الحقوق ونيلها، لكنه عزز وعي الفرد تجاه حريته وأحقيته في أرضه، فجعل القوة والإيمان قاعدة الانطلاق وبداية الطريق نحو بيت المقدس.

فلا بد لحركات التحرير أن تبدأ من القاعدة الأساسية، وهي إحياء مفهوم العقيدة الإسلامية في القلوب والعقول، والسعي كل السعي في تربية من ارتضى طريق الإسلام لنفسه تربية إسلامية صحيحة، تدفعه إلى حمل سلاحه كلما أخذ شبرا من مقدسات المسلمين وكلما اعتدي على محرماتهم، والابتعاد عن استنزاف الجهد والوقت في الحلول السياسية المقيتة، التي تعيدنا إلى بداية الطريق.

ولن تجدنا بهذا نحتاج إلى فرض قوانين الإسلام بالسيطرة والقوة، لأننا سنكون أمام مجتمع هو من يطلب نظام الإسلام بعد أن عرف وأدرك أنه السبيل الوحيد للخلاص والحرية.

تصنيفات :