أرى أفقا تلبد بالغيوم سواداً حارَ في قلب حليم
هي الأيامُ تخدعنا بزيفٍ تحير كل ذي عقل حكيم
أرى حرباً تحرّكها أيادٍ من الأحقاد صارت كالجحيم
وكفراً بات للإسلامِ ندا يعيدُ ملامح الثأرِ القديم
وناراً تحرق الآمالَ فينا وشؤماً قد توطن في الصميم
وجهلا آمنا يمشي سعيدا على رغم التقدّم بالعلوم
وزلزالاً يدمّر كل خيرٍ وبركاناً تنهّد في الهشيمِ
وأعداداً من القتلى كوِردٍ نرددهُ بأيام الحسومِ
وطابوراً من الأشخاص يمشي إلى ذبح بخط مستقيم
وجوعاً يأكلُ الأجساد فينا ويَرمي بعضُنا جَمَّ اللحومِ
وعدلاً خائفاً من بأس ظُلم تحوّل مثل شيطانٍ رجيمٍ
حياةً دون عنوان تراها وموتاً قد تباشر بالهجوم
نساءً كالرجال بكل حالٍ رجالاً قد تشبه بالحريم
وأجيلاً سكارى دون خمرٍ وأجساداً تُعرّى من هدومٍ
وريحاً صرصراً في يوم نحسٍ تُحيلُ اليانعاتِ إلى رميم
دماءً لا تساوي بعض حبرٍ على قلب المنافق كالنسيم
أرى الولدان شيبا في ذهول أرى الدّجالَ في ثوبٍ الخَدومِ
وذاكَ رويبضٌ يعلو بشأنٍ ويخطب في حشود كالزعيمِ
بلادي لم تعد جسداً تداعت لهُ الأعضاءُ للعضوِ السقيمِ
فلسطينٌ كيوسُفَ في جمالٍ غدت في جُبِّ نسيانٍ أليم
لها جمع من الإخوان لكن ببخسِ المال بيعتْ للنّديم
هي الدّنيا تراودُ مَن أتاها مراودة المخادع للبهيم
تحاول ما استطاعت من سبيل تغلق بابها عند اللزومِ
هي امرأةُ العزيز على فتاها وفرعونٌ على موسى الكليمِ
أنا ربٌّ لكم إني أريكم بعينِ المكرِ ذُلّيَ كالنعيمِ
متى يأتي قميصُك يا بشيراً يُرينا الحقّ بالوضع السليم
متى تأتي عصا موسى كأفعى لتلقفَ كُلَّ أفّاكٍ أثيمٍ
نعيشُ عجافَ أعوامٍ وقحطاً من الآمالِ والخُلُقِ القويمِ
من الخير الذي أمسى ضعيفا على أرض العروبة كالفطيمِ
هي الأيام حُبلى فارتقبها بأهوال الحوادثٍ والهمومِ
وحملٌ لا يكونُ بلا مخاضٍ وعُسْرٌ بعدهَ فرجُ الكريمِ
إذا عَسُرَ المخاض بنا فأبشر فتلك ولادة النصر العظيم
تصنيفات : قضايا و مقالات