كيفَ غزة؟ !
تسنيم عبد القادر
شاعرة وأديبة
حدِّثونا
كيفَ غزة !
كيف يمشي الناسُ في طرقات غزة ؟!
هل أصابت في المعالي اليوم عجزًا ؟
هل يُذَلّ الناسُ إذ تركوا البيوتَ و غادروها كي تُعزَّ
! غادروها ..
يلبسونَ ثيابهم بيضًا..
و آخرون..
لباسُهم قد صار قزّا ..
و أفئدة.. هناك تطير..
و أغنية لصباح الخير
عالقة، في فم الطفل المُعزّى
و أعناقُ.. تُجَهّزُ كي تُجزَّ
وكأن قبضَ الروح في الأجساد وخزة
لا تلوموها
إذا ما كان لومكمُ على قدر المعزة..
فالجبال الراسيات لا تقع
والعيون الغارقات في الوجع
و الجباه مثلها لن تستفزّ
انظروها..
زادها فحشُ الحروبِ اليوم عزة
والملامحُ
.. صارت اليوم ملامح غير ذي شبه بغزة!
كيف غزة؟
لا اتساع للأكفان، للشطآن ..والخيم
لا مكان للأحلام، للأقلام .. واللقم
أطفأ الطوفانُ وهجَ القول في كل القمم
والدماء ..
ما الدماء! ما المعاني، و القوافل للسماء !
كيف غزة ؟
اسألوها..
حينما اخترقت إلى الدنيا الغلافَ
هل تزيد الشمسُ وهجًا واختلافا !
هل يزال الحب في الشُطآنِ يغرق !
والعيون تُهرِّبُ البسمات في شمسٍ و زورق
هل يزال البحرُ أرزق !
و السما ! كيف السما ؟ ..
هل تؤانسها النجوم ، تطلُّ من خلف المخيم !
و المخيم صار فيه ألف قلبٍ !!
ألف قبلة !! ألف جِسرٍ !!
ألف قصة و طفلة !
ألف تاريخٍ يزجُّ بنا .. على وجع القضية
حدثونا كيف غزة
بعد أن وافت عروبتنا .. المنية !
تصنيفات : قضايا و مقالات