خُلاصَة أحكامِ الأُضحِيَة، أ.د. مُحمّد حافِظ الشّريدة
يونيو 10, 2024
للمشاركة :

خُلاصَة أحكامِ الأُضحِيَة، بِقَلم: أ.د. مُحمّد حافِظ الشّريدة/ مُشرِف علی رسائل الدّكتوراة☝️الأضحِيَة هي ما يُذبَح مِن الغَنم والبَقر والإبِل تَقرّباً إلى اللّه تعالی بعد صلاة عيد النّحر وأيّام التّشريق قالَ تعالى: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ وقالَ تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ والرّاجح من أقوال العلماء: أنّ الأضحية سُنّة مؤكّدة لِلقادر عليها يَذبحها عن نفسه وعن أهل بَيته الأحياء منهم والأموات وتُجزئ الشّاة عن المُضَحّي وعن أهل بَيته لحديث أبي أيّوب الأنصاريّ رضي اللّه عنه: {كانَ الرّجُلُ في عَهدِ النّبيّ ﷺ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنهُ وَعَن أَهلِ بَيتِهِ فَيأْكلونَ وَيطعمونَ} وتجزئ البَقرة والبَدَنة عن سَبعة أشخاصٍ لحديث جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما: {نَحَرْنَا مَع رَسولِ اللّهِ ﷺ عَامَ الحُدَيْبِيَة البَدَنَةَ عَن سَبْعَةٍ وَالْبَقَرَةَ عَن سَبْعَةٍ} ويُشترط في الأضحِيَة بُلوغها السّنّ المَطلوبة شَرعاً: وهي نِصف سَنة في الضّأن وسَنة في المَعز وسَنتان في البَقر وخَمس سَنواتٍ في الإبِل فَعن جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسولُ اللّه ﷺ: {لا تَذْبَحُوا إِلّا مُسِنَّةً إِلّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنْ الضَّأْنِ} وجاءَ في فتاوى اللّجنَة الدّائمة: (دَلّت الأدلّة الشّرعيّة على أنّه يُجزئ من الضّأن ما تَمّ ستّة أشهر وَمن المَعز ما تَمّ له سَنَة وَمن البَقر ما تَمّ له سنتان وَمن الإبِل ما تَمّ له خَمس سِنين وما كان دون ذلك فلا يُجزئ هَدْياً ولا أضحِية) وَأجاز بعضُ العُلماء المُعاصرين أن يكونُ سِنّ العِجل المُسَمّن أقلّ مِن سَنتين للضّرورة القُصویٰ مع أنّ الجُمهور علی خِلاف ذلك! وَيشترط في الأضحِيَة كذلك: أن تكون خاليَة مِن العيوبِ لقولهِ ﷺ: {أربَعٌ لا تَجوزُ في الأضاحيِّ العَرْجاءُ البَيِّنُ ظَلَعُها وَالعَوراءُ البَيِّنُ عَوَرُها وَالمَريضةُ البَيِّنُ مَرَضُها وَالعَجفاءُ التي لا تُنْقي} وَيُكره ذَبح العَضباء مَقطوعة القَرن والأذن أو مَشقوقة الأذن! ومَعلومٌ لكم أيّها المُبارَكون أنّ الأضحِيَة قُربة إلى الحيّ القيّوم واللّه عزّ وجلّ طَيّب لا يَقبل إلّا طيّباً كما جاء في الحديث! ويَجب ذَبح الأضحية في وقتها المحدّد وهو من بَعد صلاة العيد إلى نهاية أيّام التّشريق فَعن جُندب بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قالَ: صَلّىٰ النّبِيّ ﷺ يَومَ النَّحْرِ ثُمَّ خَطَبَ ثُمَّ ذَبَحَ فَقالَ: {مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أنْ يُصَلِّيَ فَلْيَذْبَحْ أُخْرَى مَكَانَهَا وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ باسْمِ اللّهِ} وَيُستَحبّ أن يأكل المُسلم مِن أضحيته بَعد صلاة العيد فَعن بُريدَة رضي اللّه عنه قال: {كانَ النّبيّ ﷺ لا يَخرُجُ يَوْمَ الفِطْرِ حَتَّى يَطعَمَ وَلا يَطعَمُ يَوْمَ الأضْحى حَتَّى يُصَلِّيَ} وَلا بأس أن يُقَسّم المُضَحّي لَحمَها أثلاثاً: لَهُ الثّلث وَللأقارب وَالأصدقاء وَالجيران الثّلث وَللفقراء وَالمساكين الثّلث! ولا يجوز أن يَبيع أيّ شيءٍ منها ولا أن يُعطي الجزّار منها شيئاً على سبيل الأجرَة لِحديث عليّ رضي اللّه عنه قال: أمَرَني رَسولُ اللّه ﷺ أنْ أقومَ على بُدُنِه وَأنْ أتَصَدَّقَ بِلَحْمِها وَجُلُودِها وَأَجِلَّتِها وَأنْ لا أعطِيَ الجَزَّارَ مِنْها قال: {نَحْنُ نُعْطيهِ مِنْ عِنْدِنا} وختاماً: تقبّل اللّه منّا ومنكم سائر الطّاعات أيّها الإخوة والأخوات ولا تنسوا إخوانكم المُرابطين في الثّغر في أرض المَحشر والمَنشر مِن الدّعوات وَالمُساعدات!

تصنيفات :