أحكام شرعية في الألعاب الإلكترونية للدكتور أيمن الدباغ
تنتشر الألعاب الإلكرتونية في النشء الجديد، وتتنوع أنواعًا كثيرة، تتسم بالجاذبية واستغراق الأوقات، وبخاصة مع التطور التكنولوجي والرقمي الكبير والمتسارع. فما الأحكام الشرعية المتعلقة بذلك؟ وما ضوابطه؟ ابتداء لا بد من تقرير أن الأصل في الألعاب الإلكترونية عدم الحرمة؛ لأنه لم يأتِ بها بخصوصها نصٌّ محرّمٌ، ولأنها تدخل في باب الترويح عن النفس والتسلية والمتعة واللعب. ولكن قد يدخل الحظر أحيانًا في بعض الألعاب أو في بعض طرق التعامل والتفصيلات، لعارضٍ يختلُّ معه ضابط من ضوابط عدم الحرمة الشرعية، فما الضوابط الشرعية لعدم الحرمة؟ يمكن تحديد أهم الضوابط لبقاء اللعبة الإلكترونية في دائرة عدم الحرمة، بالآتي: الضابط الأول: أن لا تشتمل تلك الألعاب على نساء بلباس فاضحٍ، خارج عن المعتاد، إذا كان اللاعب لها من الذكور، لأنه وإن كانت أغلب تلك الصور رسومات غير حقيقية، إلا أنها تنشر الفاحشة، وتربي النشء على استساغة تلك الصور والملبوسات، المنافية للدين والأخلاق والعادات والتقاليد المحافظة. الضابط الثاني: أن لا يستغرق اللاعب فيها استغراقًا يشغله عن الواجبات الدينية والدنيوية، أو يؤثر عليها سلبًا، مثل تضييع الصلاة، أو الإلهاء عن العمل أو التقصير فيه، أو التقصير في الواجبات الأسرية، أو التأثير السلبي على الدراسة. الضابط الثالث: أن لا يستغرق اللاعب فيها استغراقًا يلحق به ضررًا كبيرًا، مثل الإضرار ببصره، نتيجة إدامة النظر في الشاشات التي تصدر عنها إشعاعات، أو نتيجة الجلوس لأوقات طويلة مرهقة. الضابط الرابع: أن لا ترتبط بميسر أو قمار، يأكل فيه بعض اللاعبين مال بعض بالباطل. ومن ذلك اللعب على ما يعرف بتوكن الألعاب، وهي وحدات إلكترونية خاصة ببعض الألعاب، ينشئها منتجو اللعبة، ولها قيمة نقدية، ويتم شراؤها أو الحصول عليها من التميز في اللعب. فلا يجوز التنافس على ربحها بين اللاعبين، بحيث يربحها من يكسب اللعبة؛ لأن ذلك من القمار والميسر المحرم. وإذا تحققت الضوابط المذكورة، خرجت الألعاب الإلكرتونية من دائرة الحرمة، دون أن تخرج من دائرة الكراهة في الغالب، إذا تم تضييع أوقات طويلة فيها، مع ما يلابس كثيرًا منها من التشجيع على العنف والتغييب عن الواقع، ومع وجود نشاطات أكثر فائدة للعقل والروح والبدن، ولا تخلو من الترفيه واللعب والتسلية، مثل الرياضات البدنية، والنشاطات الاجتماعية، والقراءات الممتعة للقصص والكتب ذات المضمون العلمي أو الأدبي المفيد، ومشاهدة البرامج التلفزيونية الممتعة والمفيدة، والمسلسلات الهادفة.
تصنيفات : قضايا و مقالات