فضل أرض فلسطين عامة وبيت المقدس خاصة، أ. ريم البرغوثي
نوفمبر 4, 2024
للمشاركة :

أرضٌ عاش بها الأنبياء كفيلة بأن تنال وسام المباركة والتقديس، وقد نلنا منها أرفع وسام شرف بأن جعلنا الله تعالى من الأرض التي بارك فيها، وحولها؛ فأصبحنا نحمل لقب المرابطين الحائزين على الأجر والثواب لكوننا من أهل فلسطين التي شرفها الله تعالى وأعلى مكانتها لا لترابها ولا لجبالها، وإنما لكونها مهبط الرسالات وبشارات الأنبياء وأرض الإسراء التي شرفها خير البشر، وصلى بها في الأنبياء إماماً. 

فإن قلنا لِمَ بارك الله أرض فلسطين؟! كانت الإجابة البدهية؛ لأن بها بيت المقدس الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام “من أسرج في بيت المقدس سراجاً لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام ضوؤه في المسجد”. 

ولولا قدسية هذا المكان لما نازعنا عليه أحد، وكان هذا الصراع هو علامة على حب المكان الذي شرفه الله -عز وجل- وبارك فيه وكان فضل فلسطين العظيم من:

* كونها الأرض التي عاش بها معظم الأنبياء والمرسلين، ومنهم إبراهيم الخليل -عليه السلام- ويعقوب وإسحاق وزكريا وعيسى وداوود وسليمان عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين. 

* وهي أرض المحشر والمنشر. نعم ستتسع للبشر كلهم، رغم صغرها على الخريطة، ولعل في ذلك حكمة بالغة من الله -عز وجل- ليحاجج من خذل أهل فلسطين بحشرهِ على أرضها رغما عنه، ويحاجج من تآمر ضدها ليقيم الحجج والبراهين عليه، وليحاسب من سفك دماء أهلها وسلبهم أمنهم واستقرارهم فيها، فيكون الحساب عادلاً.

 قالت ميمونة -رضي الله عنها- للنبي “صلى الله عليه، وسلم” يا نبي الله أفتنا في بيت المقدس. قال “هي أرض المنشر والمحشر”. 

*ولا ننسى أن بها قبلة المسلمين الأولى التي تهفو إليها القلوب وما أن تدخلها حتى تستشعر بخفقان الحنين إلى كل ركن وزاوية فيها ففيها الطهارة، والعراقة، والقداسة، فهي بوابة السماء من الأرض.

 * وقد جعل الله تعالى على أرضها الكثير من المعارك الفاصلة في التاريخ كمعركة حطين وبيسان وأجنادين وعين جالوت، وسيكون فيها الصراع الأخير الذي سينتهي بإذن المولى -عز وجل- بنصر المسلمين. فهنا نحن اليوم أمام تسارع كبير في الأحداث، وكأن الناس ترتبت وفق ما نص عليه حديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم- حينما قال “لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك. قيل: أين هم يا رسول الله؟ قال: في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس”.

صدقتَ يا حبيبي يا رسول الله، فنحن نرى طائفة تدافع عن مسراك وعن شرف الأمة الذي دنسه التخاذل، وفي الوقت ذاته نرى المتخاذلين يأبون أن يفارقوا الخذلان الذي جبلوا عليه وما ذلك إلا لأن الله تعالى لم يكتب لهم شرف المشاركة بهذا العز، رغم الخذلان والمخالفة من أصحابها يأتي الأمل الرائع بالبشارة حينما قال عليه الصلاة والسلام “حتى يأتي أمر الله وهم كذلك”.

وأمر الله تعالى هو النصر في (الراجح من الأقوال) والفرج بعد الكرب. وعندئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ونسأله جل في علاه أن يكون قريبا وما ذلك عليه ببعيد. 

تصنيفات :