على طللٍ لم يُدركِ الثأرَ صاحبُه
قِفوا واسألوا التاريخَ مَن ذا يُجاوِبُه
ومَن طالبَ الأيّامَ بالنصرِ، إنّه
على نكباتِ الدهرِ لا بُدَّ جالِبُه
فلا تَهِنوا إنْ قيلَ: غَزَّةُ دُمِّرَتْ
فقبلَ انبلاجِ الفجرِ ليلٌ نُراقِبُه
ولو كانَتِ الدُنيا لمَن حازَ عُدَّةً
لَما دَبَّ فوقَ الأرضِ خيلٌ نُجاذِبُه
يقولونَ: أمريكا. فقلتُ: إلهُكمْ
وقالوا: لهم جيشٌ. فقلتُ: نحاربُه
ولو أنّ ذَرَّ الأرضِ يسعى وراءَنا
فإنّ لنا ثأرًا، وإنّا جوالِبُه
كذا عهدُ آبائي ودَيْدَنُ مَعْشَري
فإن كانَ من فخرٍ فنحنُ صَواحِبُه
يريدونَ نصرًا بالسلاحِ مُزَمْجِرًا
أَما وَجَلالِ اللهِ سوفَ نُضارِبُه
فنترُكُ مَن رامَ القتالَ مُضرّجًا
مخازيهِ من قهرٍ عليهِ نوادِبُه
ولمْ يجدِ الكُفّارُ للعزِّ موطِئًا
فراموا بِنا موتًا تدبُّ مخالِبُه
فما قتلوا إلّا شيوخًا ونسوةً
وطفلًا إزاءَ الموتِ لم يُحْمَ جانِبُه
وما تركوهم غيرَ نارٍ تسعّرَتْ
وشعبٍ عصيٍّ ليسَ تفنى عجائِبُه
يريدونَ بالصاروخِ ذِلّةَ أهلِنا
وقد يطلبُ المغبونُ ما لا يُناسِبُه
فإنْ هدَّموا البنيانَ فوقَ رُفاتِنا
فإنّا سنعلو دونَه فنُعاتِبُه
وإن تركتنا العربُ للموتِ وحدَنا
فهذا سبيلُ العزِّ صفوٌ مشارِبُه
لنا الصدرُ واللِحْيانِ والوجهُ كُلُّه
وللخائنِ الغدّارِ ذيلٌ يصاحِبُه
فلا تنظروا منّا الهوانَ فشعبُنا
ستمضي بعونِ اللهِ فخرًا مواكِبُه
غدًا يجرفُ الطوفانُ كلَّ قُذارَةٍ
وتُقري على الأقصى السلامَ كتائِبُه
تصنيفات : قضايا و مقالات