
يُعد شهر رمضان المبارك من أبرز الشهور التي تجسد معاني العطاء والتكافل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم. وفي غزة تحديداً، إذ يعاني الأطفال من آثار الحروب والحصار المستمر، وتصبح روح التكافل أكثر أهمية. في هذا الشهر الكريم، يُنظر إلى التكافل على أنه واجب ديني وإنساني يربط أفراد المجتمع ببعضهم البعض، ويعكس قيم الرحمة والمساندة.
ومما ورد في التضامن والتكافل الإسلامي قوله جل وعلا: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2] هذه الآية الكريمة صريحة في وجوب التضامن الإسلامي، الذي حقيقته ومعناه التعاون على البر والتقوى.
وفي الحديث الشريف ” إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا. وشَبَّكَ أصَابِعَهُ.”: (صحيح البخاري) فقد بنَى الإسلامُ مُجتمَعَ المُسلِمينَ على أساسٍ مَتينٍ مِن الأُخوَّةِ والتآزُرِ فيما بيْنَهم.
ونحاول في مقالنا هذا أن نسلط الضوء على صور من التكافل التي يمكننا القيام بها أو المساهمة بها في غزة من خلال تضافر الجهود المجتمعية، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات.
فالتكاتف مع أطفال غزة في هذا الشهر الكريم ليس واجباً دينياً فقط، بل هو دعوة للمشاركة في بناء مجتمع أكثر تماسكًا ورحمة، إذ يستحق كل طفل فرصة للعيش بكرامة وآمال جديدة لمستقبل أفضل. وإن زرع البسمة على شفاه أطفال غزة واجب إنساني وأخلاقي يتطلب منا جميعًا العمل بإخلاص وحب لتخفيف معاناتهم وتمكينهم من العيش بطفولة سعيدة رغم التحديات، وذلك من خلال عدة أمور يمكننا القيام بها:
1. الكلمة الطيبة:
الكلمات الجميلة تصنع المعجزات في قلوب الأطفال. حديث بسيط مليء بالحب والتشجيع عبر مواقع التواصل يمكن أن يخفف عنهم ألماً كبيرًا. أو من خلال التعليق على منشورات لهم على حساباتهم نرفع بها روحهم المعنوية نحن بحاجة إلى أن نكون أصواتًا مليئة بالحنان تبين لهم مكانتهم عندنا.
2. توفير الدعم النفسي والاجتماعي:
من خلال توفير الألعاب، الهدايا الصغيرة، وحتى البالونات الملونة ….. لحظة واحدة من الضحك قد تكون كافية لمحو أيام من الحزن. وتوفير ما يساعدهم على الإبداع من خلال الرسم والأنشطة المنوعة وتنظيم فعاليات ترفيهية كالمسرحيات والألعاب الجماعية التي تساعدهم على الابتسام والشعور بالفرح، بالتعاون مع مؤسسات وحتى أفراد متطوعين داخل القطاع لتقديم جلسات دعم نفسي مخصصة للأطفال لمساعدتهم على تجاوز صدمات الحرب.
4. توفير الاحتياجات الأساسية:
من خلال المساهمة في تأمين الغذاء، وموائد الإفطار، والمياه النظيفة، والملابس للأطفال المحتاجين وتوفير فرص تعليمية مستمرة ومجانية لهم لضمان مستقبلهم والعلاج المجاني أو شبه المجاني.
5. الدعم من الخارج:
زيادة الوعي الدولي بحالة أطفال غزة من خلال الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وتحفيز الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية لتقديم دعم مستدام لهم.
6. إشراكهم في المجتمع:
منح الأطفال الفرصة للمشاركة في مبادرات مجتمعية تعزز شعورهم بالانتماء والقيمة، وإشراكهم في حملات تهدف إلى إعادة إعمار مدينتهم وتعزيز الروح الإيجابية لديهم.
وأخيرا أن نكون معهم دائمًا: فالبسمة ليست لحظة عابرة، بل رحلة طويلة تحتاج إلى رعاية دائمة من خلال دعمهم نفسيًا وتعليميًا، ومنحهم الأمل بأن الغد سيكون أجمل.
ابتسامة أطفال غزة هي رسالة أمل وصمود. مسؤوليتنا أن نكون جزءًا من هذا النور من خلال العمل الجاد لتخفيف آلامهم، وتعزيز روح التفاؤل في قلوبهم الصغيرة التي تستحق الحياة بأجمل صورها. أطفال غزة هم زهرة الحياة وأمل المستقبل، هم نجوم صغيرة تحاول أن تضيء رغم سواد الأيام. إن رسم البسمة على وجوههم ليس مجرد عمل إنساني، بل هو رسالة حب ووفاء لأرواحهم البريئة التي تستحق الفرح والسكينة.
ودمتم بخير
تصنيفات : قضايا و مقالات