
قريبٌ لا يراك
عادَ صمتُ الصّيفِ يعجنُ من سراب الذّكرياتِ
أسًى وفقرا
عوّدتنا بحّةُ الصّحراءِ أنْ نذوي على أعناقنا
فنبوحُ وِزرا
كلّنا يعلو على جرح الطّواحين الحزينة
في كراريس الشفق
تاه مذياعُ الأحبة
صارَ صوتُ الباعة الجوعى سجيناً
في الميادينِ المُحاطة بالدماء .
باتَ قهراً .. !
أخبرتنا حِدّةُ المصباحِ أنَّ الأغنياتِ
بلا جماهيرَ تصفّقُ للسّرابْ ..!
أخبرتنا عن فوانيسَ تساومُ صهلةَ البلّور
في ظلمة نصٍّ من يبابْ .
لم يخُنْ سيزيفُ حارسه
ولكنَّ المنادي ضلَّ لمّا صار رسماً
فوقَ جدران غَمامَة .
أيُّنا يحضنُ ضوءَ القادمينَ مع السّرى ..؟
باتَ قهراً .. !
هكذا قابلتُ أُخرايَ السليبةَ في متاهات الوَلَه .
يا خدودَ الأمنيات
هل تعيدينَ العذارى للغدير ..؟
بعضُ أسيافي هسيسٌ في نواعير التّرَعْ .
علّمتنا سُمرةُ الرّسام أنّا مُنذُ أنجبنا الترابَ
ونحنُ نسكنُ في خبايا الأقنعة ..
علّمتنا السّير خلف القُبُلاتِ المُبتلاة بشوقِ رحّالٍ لِأُخرى ..!
هذه دورةُ أنكيدو
وذاكَ الظلُّ يستوطنُ قُبحَ السّائلينْ .
كُنْ كما أوردتني يا ابن التلالِ
لا تفارق مفردات الريح
في هذا الضّجيج .
لستَ ترجو غيرَ أن تبقى تراتيلُ العتاة على المنابر ..!
أيُّ شؤمٍ يحتوي عنوانَ فجركَ ..؟
ليتَ كُلَّ العازفينَ بلا أصابعْ
ليتهم لم يعرفوا زرياب
كي تلدَ الدّموعُ بصيصَ حلمٍ في مدافع .
هكذا تمضي السنونُ
وأنت تنظرُك المُزَنْ
عُدْ لأولِّ قطرةٍ وضعت على خديكَ مولوداً وطنْ
فالمرايا لا تفي بالسرِّ
يا أنتَ القتيلْ
سوفَ تبني صرحكَ المَنْفَى
وتقتلكَ الرُّتبْ
إنْ جعلتَ الخنصرَ المبتورَ في وجه السّعاة .
وتماهت في مياهكَ بارجاتُ القتل
مع عزف الدعاة ..
كُنْ أناكَ
وانتظرْ مولودك الأُنثى على خدِّ الدروبْ
يا بعيداً في قريبٍ لا يراكْ
تصنيفات : قضايا و مقالات