أحكام يوم العيد السعيد ..
بقلم: أ.د. محمّد حافِظ الشّريدة
الحمدُ لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده وبعد: فهذه خلاصة مركّزة لأحكام يوم العيد:
2. التكبير من ليلة عيد الفطر إلی صلاة العيد.. والتكبير المُطلق من فجر أول يومٍ من ذي الحجّة حتى فجر يوم عرفة والتكبير المقيّد من فجر يوم عرفة حتى آخر أيام التشريق.. ومن السنّة أن يكون التكبير بصوت جهري وشكل فردي.. وكان ابن عمر (رضي الله عنهما) إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلّى ثم يكبّر حتّى يأتي الإمام. رواه الدارقطني وابن أبي شيبة.
وكان ابن مسعود (رضي الله عنه) يقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلاّ الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. رواه البيهقي.
3. الأكل بعد الرجوع من صلاة عيد الأضحى بخلاف عيد الفطر فمن السنّة الأكل قبل الخروج لصلاة الفطر وتراً من التّمر.
4. المشي إلى المُصلّى لأداء صلاة العيد والذّهاب من طريق والرجوع من أخرى وأداء الصلاة في المصلّى إلاّ لعذر وحضور جمهور المسلمين حتى الصبايا والحُيّض إلى المصلّى لاستماع الخطبة والحصول على الخير.. عن أبي سعيد (رضي الله عنه) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلّى فأول شيء يبدأ به الصلاة. متفق عليه. وعن جابر (رضي الله عنه) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق. رواه أحمد والبخاري. وعن علي (رضي الله عنه) قال: من السّنّة أن تخرج إلى العيد ماشياً. رواه الترمذي.
5. أداء صلاة العيد بعد شروق الشمس بنصف ساعة تقريباً أي الساعة السادسة والثلث بدون أذان و لا إقامة ولا سنّة قبلها أو بعدها ولا أذكار خاصّة: فعن ابن عبّاس (رضي الله عنهما) قال: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الفطر فصلّى ركعتين لم يصلّ قبلها ولا بعدها. رواه البخاري وأحمد. وعنه أيضاً: لم يكن يؤذّن يوم الفطر ولا يوم الأضحى. متفق عليه. وعن جابر (رضي الله عنه) قال: صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرّة ولا مرّتين بغير أذان ولا إقامة. رواه مسلم وأبو داود.
6.تشرع صلاة العيد على كلّ من تجب عليه صلاة الجمعة والجماعة وهي مسقطة للجمعة إذا اتفقتا في يوم واحد: فعن أمّ عطية (رضي الله عنها) قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نُخرجهنّ في الفطر والأضحى العواتق والحُيّض وذوات الخدور فأمّا الحُيّض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين. متفق عليه. وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجتمع في يومكم هذا عيدان – الجمعة والعيد – فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنّا مجمّعون. رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة. والأفضل صلاتهما معاً إلا لمن كان له عذر قاهر.. وهل تَسقط صلاة الظهر عمّن ترك الجمعة؟ هذه مسألة خلافيّة بين العلماء والراجح: عدم سقوطها بل يجب أداء صلاة الظهر لمن صلّى العيد ولم يصلّ الجمعة.
7. صلاة العيد جهريّة كالجمعة ولكنّ فيها سبع تكبيرات في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة الفاتحة وخمس تكبيرات في الركعة الثانية بعد تكبيرة القيام من الأولى ويستحبّ قراءة سورة (الأعلى) في الركعة الأولى وسورة (الغاشية) في الركعة الثانية بعد قراءة الفاتحة: فعن النعمان بن بشير (رضي الله عنه): أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين وفي الجمعة بسبّح اسم ربّك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية. رواه أصحاب السنن وعن عائشة (رضي الله عنها) قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبّر في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمساً سوى تكبيرتي الركوع. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة.
8. لا بأس أن يقول المصلّي بين كلّ تكبيرتين من تكبيرات صلاة العيد: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر: فعن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال: بين كلّ تكبيرتين حمدٌ لله عزّ وجلّ وثناء عليه. رواه البيهقي.
9.الاستماع لخطبة العيد بعد الصلاة مباشرة وهي مفتتحة كبقية الخطب بالحمد لا بالتكبير: فعن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: شهدتُ العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان (رضي الله عنهم ) فكلّهم كانوا يصلّون قبل الخطبة. متفق عليه. وعن ابن السائب (رضي الله عنه) قال: شهدت العيد مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى الصلاة قال: إنّا نخطب فمن أحبّ أن يجلس للخطبة فليجلس ومن أحبّ أن يذهب فليذهب. رواه النسائي وأبو داود وابن ماجة والحاكم.
10. من فاتته صلاة العيد جماعة لعذر ما فليصلّ ركعتين في بيته: فعن عطاء (رحمه الله) قال: إذا فاته العيد صلّى ركعتين. رواه البخاري. ولا سجود سهوٍ على من نَسِي أيّاً من التكبيرات الزوائد في صلاة العيد.
11. يجوز ترويح النفس باللهو المباح دون إسراف أو ارتكاب آثام: قال الإمام ابن حجَر معلّقاً على حديث غناء الجاريتين يوم العيد: وفي هذا الحديث من الفوائد: مشروعية التوسعة على العيال في العيد بأنواع ما يحصّل لهم بسط النفس وترويح البدن من كلف العبادة..12. استحباب التهنئة بقول: (تقبّل الله منّا ومنك) فعن أبي أمامة (رضي الله عنه) قال: كانوا إذا رجعوا من العيد قال بعضهم لبعض: (تقبّل الله منّا ومنك) رواه أحمد. وختاماً: تقبّل الل
تصنيفات : قضايا و مقالات