الإشاعة من منظور قرآني، للشيخ جعفر هاشم
الإشاعة من منظور قرآني
الشيخ جعفر هاشم
الإشاعة هي نشر الأخبار الكاذبة دون التحقق منها ومن صدقها، والهدف من ذلك بلبلة الصف وإثارة الفتنة بين أفراد المجتمع، وتوهين نفسية من يتلقونها، وإضعاف عزيمتهم، والله عز وجل وضع في القرآن الكريم قاعدة ذهبية للتعامل مع الأخبار بشكل عام، فقال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا” [الحجرات: 6] أي فتثبتوا من صحة الخبر قبل أن تنشروه وتتناقلوه.
والإشاعات التي أشار إليها القرآن الكريم لها صور أربع:
- الإشاعة المنفرة؛ لتضليل الناس قال تعالى: “أم يقولون افتراه” [يونس: 38]؛ فقريش كانت تشيع عن محمد صلى الله عليه وسلم الشائعات مثل أنه كاهن وكذاب وساحر وذلك لتنفير الناس منه ومن دعوته.
- الشائعة المفرقة، وهدفها تفريق الصف المسلم المتماسك فقال تعالى عن المنافقين: “ولو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا” [التوبة: 47].
- الشائعة المثبطة، كإشاعة مقتل النبي صلى الله عليه وسلم في معركة أحد؛ وذلك بهدف تثبيط همة المسلمين ليهربوا من أرض المعركة، ويتحقق النصر للكفار.
- الشائعة الأخلاقية التي تمس الناس في أخلاقهم وأعراضهم، مثل شائعة حادثة الإفك التي اتهمت فيها السيدة عائشة رضي الله عنها بالزنا، ولكن القرآن الكريم قد أعلن براءتها وكذب مروجي تلك الإشاعة.
وقد وضع القرآن الكريم طرقا عدة لمواجهه هذه الشائعات، منها مثلا:
- أن نُحسن الظن بإخواننا ولا نفسح المجال لمروجي الشائعات للنيل منهم، والانتقاص من قدرهم، فقال تعالى: “لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا” [النور:12].
- أن نطلب الدليل قبل الحكم، وفي هذا قال تعالى: “لولا جاءوا عليه بأربعه شهداء” [النور: 13].
- ألا نحدث بما نسمع وننشره دون التحقق منه، ودون التثبت من صدقه، قال تعالى: “ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا” [النور: 16].
- أن نرد الأمر إلى ولاة الأمر فهم الأعرف والأخبر به، قال تعالى: “ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم” [النساء: 83].
تصنيفات : قضايا و مقالات