المسجد بعد رمضان، الدكتور ماجد صقر
مايو 31, 2022
للمشاركة :

المسجد بعد رمضان

الدكتور ماجد صقر/ مفكر إسلامي

إخواني أخواتي…. رمضان ليس شهراً، بل هو أسلوب حياة وبداية التغيير، فأفسحوا له المجال ليحيا معكم وتحيوا به طوال العام، فالصوم لا ينتهي، والقرآن لا يُهجر، والمسجد لا يترك. كثير من الدعاة لله عز وجل يخاطب جموع المصلين بوجوب البقاء بعد رمضان كما كان في رمضان، وهذا فهم خاطئ لأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو خير البشر اختلف في رمضان عن غيره من الأشهر، كان كالريح المرسلة، وكان يشد المئزر ويوقظ أهله (كناية عن الجد في العبادة) وهو القائل: (لِكُلِّ عملٍ شِرَّةٌ، ولِكُلِّ شرَّةٍ فَترةٌ، فمن كانَت فَترتُهُ إلى سنَّتي، فَقد أفلحَ، ومَن كانت إلى غيرِ ذلِكَ فقد هلَكَ) [حديث حسن رواه أحمد والترمذي وغيرهما]، وهنا يصفُ النبيُ صلى الله عليه وسلم حالةَ كلِ عامل بأنه يبدأ عملَه بنشاطٍ وهمةٍ كبيرين ويحدث له نوع من الشره في العبادة والعمل، فيُقبل على الطاعة بكُليته ويتلذذ بها، ثم ما يلبث أن يتخلل هذا فترات كسل وفتور، وينبه النبي صلى الله عليه وسلم على أن فترات الكسل والخمول هذه يجب أن تظل في حدود السنة وألا تتجاوزها لفعل المنكرات والإسراف على نفسه بفعل المعاصي، وإلا فإنه قد يهلك مع الهالكين المسرفين.  فلنحرص على البقاء على أساسيات وفرائض الدين، والابتعاد عن المحرمات، وما دون ذلك فأنت بخير من الله.

تصنيفات :