من معاني خروجِ الاستفهامِ عن معناه الحقيقيِّ الإنكارُ، وقد قسَّم البلاغيُّون الإنكارَ إلى قسميْنِ رَئِيسَيْنِ، هما: الإنكارُ الإبطاليُّ والتَّوبيخيُّ، أمَّا الإنكارُ الإبطاليُّ فهو ما يقْتَضِي أنَّ ما بعدَ الهمزةِ غيرُ واقعٍ، وأنَّ مدَّعيه كاذبٌ، وذكرَ النُّحاة أنَّه الاستفهامُ الَّذي أُرِيدَ به النَّفيُّ، وأمثلتُه كثيرةٌ في آياتِ القرآن الكريمِ، ومنهَا قوله تعالى في الآياتِ الآتية: “أَفَأَصْفَىٰكُمْ رَبُّكُم بالْبَنِينَ وَٱتَّخَذَ مِنَ ٱلْمَلَٰٓئِكَةِ إِنَٰثًا “، (الإسراء – 40)، فاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ ٱلْبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلْبَنُونَ”.(الصَّافات – 149)، أَفَسِحْرٌ هَٰذَآ أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِـرُونَ”(الطُّور – 15)، أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ “(الزخرف – 19)،“ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ”، الحجرات 12، “أَفَعَيِينَا بالْخَلْقِ ٱلْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِى لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ”. (ق – 15) .
أمَّا الإنكار التَّوبيخيُّ فهو الَّذي يقتضي أنَّ ما بعدَ الهمزةِ حاصلٌ، وأنَّ مَنْ قام به ملومٌ، ومنه قولُه تعالى في الآيات الآتية: قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ”.(الصافات – 95)، أَغَيْرَ ٱللهِ تَدْعُونَ “.(الأنعام – 40)، “أَئِفْكًا ءَالِهَةً دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ“،(الصافات – 86)، أَتَأْخُذُونَهُۥ بُهْتَٰنًا وَإِثْمًا مُّبِينًا”، النِّساء- 20 ، “أَتَأْتُونَ ٱلذُّكْرَانَ مِنَ ٱلْعَٰلَمِينَ“(الشعراء – 165) .
تصنيفات : قضايا و مقالات