- صفاء أبو سنينة
مديرة جمعية البيوت السعيدة
أبناؤنا والعطلة الصيفية
إن العطلة الصيفية هي الفسحة التي يستطيع بها أبناؤنا التفرغ لأنشطة لامنهجية تفيدهم في صناعة شخصياتهم وصقلها، وتساعدهم على إيجاد الفرصة لقراءة بعض الكتب أو حفظ القرآن الكريم؛ فالعطلة الصيفية وقت ثمين للاستثمار في الأبناء .. فتحويل وقت الفراغ الطويل خلال العطلة إلى وقت مثمر هو مهمة الآباء، ولا يخفى على أحد ما يترتب على قضاء وقت فراغ طويل من السلبيات سواء النفسية أو السلوكية أو الجسدية، مثل الإدمان على الألعاب الإلكترونية أو الشعور بالملل والكسل أو ضعف الهمة والإنجاز وغيره من السلبيات التي قد تؤدي إلى نتائج عكسية من اكتساب الطفل سلوكيات سيئة أو علاقات وصداقات غير جيدة أو تقليل نسبة التركيز ومستوى الذكاء، لذلك لا بد من وضع خطة واضحة هادفة وإشراك الأبناء في وضعها بحيث تناسب أعمارهم وهواياتهم وميولهم ضمن الإمكانيات المتاحة في المنطقة التي نعيش بها، بما يضمن قضاء وقت ما بين الفائدة والترفيه والتعليم، فتنوع الخطة يضمن أكبر قدر من الفائدة ومستوى أعلى من الالتزام بها، ومن الجميل أن تشمل الخطة على أوقات عائلية خاصة لتنفيذ بعض الأنشطة الجماعية، أيضا وقت العطلة جيد للتحسين من مستوى الطالب الأكاديمي من خلال التركيز على المواد التي يشعر الطالب نفسه ضعيفا بها من خلال مشاركتهم في دورات التقوية المنهجية سواء الإلكترونية أو من خلال المراكز المتوفرة في المنطقة، كما ويمكن استثمار العطلة بتعلم مهارة جديدة سواء مهارات رياضية أو حرفية أو غيرها، وأداء تجربة عمل يعود بعائد مادي ولو بسيط يكون حافزا لدخول عالم الأعمال بسن مبكرة وتدريبا من أجل الإدارة المالية وحس المسؤولية وأولويات الإنفاق . والآباء لا يعدمون الوسيلة ولا تتوقف وسائل الإبداع لديهم إذا كان الهدف هو تنمية مهارات أبنائهم وقدراتهم، فسواء كان البرنامج داخل جدران البيت أو في الحي أو من خلال مشاركتهم في مراكز صيفية أو دورات التنمية والتطوير أو النوادي الرياضية، فالهدف هنا واحد ألا وهو استثمار العطلة الصيفية في تطوير الأبناء . ليكن شعارنا إذا كان العمل مجهدا فإن الفراغ مفسد.
تصنيفات : قضايا و مقالات