#التسويق _الشبكي.. ممارسة اقتصادية جديدة ..
يحدثنا الدكتور أيمن الدباغ عنها إضاءات وأحكام حول التسويق الشبكي
د. أيمن الدباغ أستاذ الاقتصاد الإسلامي – كلية الشريعة بجامعة النجاح الوطنية
1- فكرة التسويق الشبكي تقوم على إغراء الشخص الذي يرغب بالتسويق، بعمولات ناتجة عن تسويق منتجات للشركة، بشرطين: أولهما: أن يشتري لنفسه كمية كبيرة من بضاعة معينة. مثل شرط شراء كمية من المكملات الغذائية، بمبلغ ألف دولار مثلًا. وثانيهما: أن يقوم المسوق بإغراء الناس بأن يفعلوا مثل ما فعلَ، ويشتروا مثل الكمية التي اشتراها أو أكثر، لينعموا بالعمولات، إذا قاموا بالترويج لغيرهم أن يشتروا بتلك الكمية أو أكثر. 2- ومن الشركات العاملة بهذه الطريقة في بلادنا: شركة (Jeunesse Global)، وشركة جوسيال (jocial) للإعلانات، وشركة يونيسيتي (Unicity) للمكملات الغذائية، وشركة (DXN) لتصنيع المنتجات الطبية والمكملات الغذائية. 3- الحكم الشرعي في التسويق الشبكي التحريم؛ لما يشتمل عليه من غرر، وأكل للمال بالباطل. ورضى المشتري بالدخول في هذه العملية لا يُبيحها؛ إذ الرضى لا يُبيح ما فيه غرر، كما لا يُبيح ما فيه قمار وربا. 4- إن وجود سلعة أو بضاعة؛ ليس إلا حيلة لأكل أموال الناس بالباطل. وشراء الكمية المشروطة منها، ليس إلا رسماً نقدياً، مقابل منحه فرصة الحصول على نقود أكبر وأكثر في المستقبل بالبيع للآخرين. وليست البضاعة وكميتها مقصودة للغالبية العظمى من المشترين، فهي بضاعة لا يرغب فيها معظم الناس في العادة، مثل المكملات الغذائية، أو منتجات البشرة. والقلة الذين قد يرغبونها، لا يشترونها -في العادة- بالكمية الكبيرة المشروطة، ومعظم من يشتريها، إنما يفعل ذلك ليُحقق شرط الانتفاع بعمولات التسويق، لينجح في استعادة مبلغ الشراء الذي دفعه، والقلة التي تنجح منهم في استعادة مثل ما دفعوه، إنما ينجح الواحد منهم من خلال توريط عدد كبير من الناس في أن يشتري كل واحد منهم مثل الكمية التي اشتراها. ليبدأ كل واحد من هؤلاء الناس المغرر بهم، برحلة مضنية في توريط عدد كبير من الناس ليفعلوا مثل ما فعل، ليستعيد هو المبلغ الذي دفعه ابتداء في شراء الكمية. 5- إن مما يدل على القصد السيئ لهذه الشركات في توريط الناس وأكل أموالهم بالباطل، وليس الرغبة في مجرد التسويق، أنهم لو جاءهم أحدٌ وقال لهم: أنا أريد أن أسوّقَ لكم، فما بعتُ فأعطوني عليه، وما لم أبِع فلا تُعطوني، ولكن لا تشترطوا عليَّ شراء كمية كبيرة –لرفضوا، مع أنه لو كان غرضهم التسويق لمنتجاتهم فعلًا، لَقَبِلوا؛ لأنه يريد أن يُسوق لهم مجانًا، ولا يُريد دخلًا شهريًا، وإنما فقط يُريد عمولة على ما يبيع. 6- إننا ننصح الشباب أن لا يغتروا بمثل هذه الأساليب، ولا يبدأوا حياتهم بمثل هذه المراهنات والمقامرات، وأن لا يكونوا سببًا لشركات رأسمالية في أكل أموال الناس بالباطل، وكم من الناس تركوا وظائفهم طمعًا في تحقيق دخول خيالية، فخسروا تلك الوظائف ولم تتحقق لهم تلك الآمال الوهمية، وكم من الناس اقترضوا أو باعوا ذهب زوجاتهم لتوفير مبلغ شراء الكمية المشترطة، فخسروا ما باعوه، ولم يربحوا شيئًا. والقلة القليلة منهم الذين ربحوا، فإنما كان ربحهم على حساب توريط عدد كبير من بسطاء الناس.
تصنيفات : قضايا و مقالات