العودة للمدارس آمال وطموحات
د. علام قادوس
دكتوراه في التربية ومناهج التدريس
عادت الأيام مسرعة، وانتهت العطلة الصيفية وعاد الملايين من طلبة العلم من أبناء وطننا الغالي فلسطين أبناء بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ومعهم ما يزيد عن خمسين ألف معلم ممن يحملون رسالة الأنبياء ورسالة أهل العلم والمعرفة إلى مقاعد الدراسة والتدريس، حيث تصنع الآمال وتبنى الطموحات وتحقق الأحلام، لذا؛ وبالتزامن مع هذه العودة رأينا أنه من الواجب علينا أن نقدم بعض الإرشادات والنصائح المرتبطة بالعملية التربوية لكل من له علاقة بها بشكل مباشر حتى نسير جميعاً نحو الهدف المنشود، وهوإعداد جيل معتز بدينه ومؤمن بقضيته، ومتفاعل بشكل إيجابي مع كل ما يواجهه وما يستجد عليه في هذه الحياة، لتحقيق ما نصبو إليه. وحتى نسير بالاتجاه الصحيح نحو هذا الهدف لا بد لنا نحن المعلمين والمتعلمين من الاتصاف بصفات تساعدنا على ذلك، ولتوضيح هذه الصفات سأقتبس آيات من سورة الكهف:
“قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)” [سورة الكهف]
مما سبق نستنتج أن الرغبة والطاعة والاتباع من المتعلم للمعلم من أهم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها طلابنا حتى يتحقق الرشد الذي يتمثل بتحقيق الهدف المنشود بأسرع وقت وأقل جهد وتكلفة بإذن الله تعالى. يضاف لهذه الصفات صفة الصبر التي يجب أن تسود وتظهر بشكل جلي وواضح لدى طرفي العملية التربوية (المعلمين والمتعلمين) فدون هذه الصفة لن يكون تعلم ولا تعليم، وبذلك لن يكون هناك تحقيق للأهداف المرجوة لأن طريق الوصول لأي هدف مليء بالمحبطات والمعيقات والآلام، وحتى نتخطى ونتجاوز كل ذلك ينبغي أن نكون من أصحاب الههم العالية، وأن يكون لدينا الجلد الكافي لجعل كل ذلك خلفنا.
وأخيراً وليس آخر لا ننسى صفة الاحترام المتبادل ما بين طرفي العملية التربوية هذه الصفة التي تجعل العملية التربوية أكثر أمناً وأماناً وتضفي عليها المتعة والسكينة والاطمئنان.
خلاصة القول: إن التعليم من أصعب المهن وأكثرها تعقيداً وأجلها شرفا وعلى من يمتهن هذه المهنة عليه أن يكون على علم بذلك حتى يعد نفسه ويدربها ويجاهدها لأدائها على أكمل وجه وبأفضل صورة ممكنة، ولا ننسى أن ألم العلم ألم ساعة أو يوم أو سنة وينتهي ذلك بتحقيق آمالنا وأحلامنا في حين أن ألم الجهل يكون على مدى الحياة.
تصنيفات : قضايا و مقالات