أقول في قصيدة ( سبعونَ عاماً أو يزيدُ):
د. رائد عبد الرحيم
سَبْعونَ عاماً أو يزيدُ وأرضُنــا
نهبٌ يجولُ بأرْضها الغُرُباءُ
طولاً وعرْضاً تُستباحُ رُبوعُــها
وطُلولُها قد عَمّها اللُّقَطـــاءُ
فتشرّدتْ كــلُّ القُــرى وتَيتّــمتْ
أرْحامـُـها وتخـــــاذَلَ الجُبَنــاءُ
سَبْعونَ عاماً أو يزيدُ وشملُنــا
متبــــــدِّدٌ يَغتالُــــهُ القُـــرَبــــــــــاءُ
باعوا حُقولَ بلادِنا وسهــولَها
وجبالُها قدْ شابَــــها الإعيـــاءُ
رَكَزوا أصابِعَهمْ على أشلائِها
وتعانقتْ في ظلّـــها الــــــرّذَلاءُ
وبنوا مجامِعَهمْ على أهدابِها
وجثــا بساحـــاتِ لها اللُّؤمــــاءُ
كلُّ يُزمزمُ باللُّغـــاتِ جميعِـها
ويعيثُ في أنْحائِها الهُجَنــــاءُ
يتراقصَ الشذّاذُ في عَرَصاتِها
يتمــــايَلَ الحُقـــراءُ والخُلَعــــــاءُ
في كلِّ يومٍ يَمْسَحونَ حُروفَنَا
فــدروبُنا من حَـــرْفِنا عَجفــــــاءُ
سبعونَ عاما أو يزيدُ وعُرْبُنا
بعيونِهمْ قد شابَهُــــمْ إغفــــــــاءُ
سبعونَ عاما أو يزيدُ وجلّهمْ
بعقولِهــــــمْ قد ضافَهُمْ إغْمــــاءُ
لا فارسٌ من بين جندهِمُ امْتَطى
خيـــــلاً ولا قُـــــوّادُهــــــمْ أُصَـــلاءُ
سبعونَ عاماً للعروبةِ مَنْزِلٌ
في أرضِ أمْريكا وهــــــمْ نـــُزَلاءُ
جعلوا بأبْيَضِها الغداةَ سَماءَهمْ
فاسْتُمْطِرتْ من سُحْبِها الأنــــواءُ
سبعونَ عاماً والبلادُ تقسّمتْ
وقُضاتُنـــــا في أرضِــنا دُخَــــــــــلاءُ
حكموا العشيرةَ والقبيلةَ جُملةً
ففروعُها من جـَــوَرِهمْ تُعَســـــــاءُ
ناؤوا بِكَلْكَلِهمْ على أرْجائِها
فإذا نَهــــــــارُ رُبوعِـــــــهِا ظَلْـــمــــــاءُ
طالتْ ليالي ذلّهِمْ وخنوعِهمْ
فأنوفُهـــــــمْ من عـِــــــــزّة عــَـــــــــــزْلاءُ
هذي العُروبةُ في حُروفِ كلامِنا
غبــراءُ أو عَرجــــــاءُ أو شَمطــــــــاءُ
فإلى متى نبقى رهينَةَ حَبْسِهمْ؟
وإلى متى يحتـــــلُّنا الــوُضَعــــــــــاءُ؟
وإلى متى نبقى فريسةَ صَيدِهِمْ؟
وجُموعُهـــــمْ من أُسْـــــدِنا طُلَقـــــاءُ؟
تصنيفات : قضايا و مقالات