عمرها33 عاما وتضم 650 طالبا وطالبة
دار القرآن الكريم في قبلان : حصن للأجيال وسمو بالأرواح
تقرير نواف العامر .نابلس . فلسطين المحتلة.
كما الجبل الشامخ ينتصب مقر دار القرآن الكريم في بناية كبيرة ببلدة قبلان -19 كم جنوب شرق نابلس- وعلى بوابته سرب نخيل متواضع متدلي الثمار ، مخفياً خلف البناء خلية نحل من حفاظ القرآن ذكورا وإناثا لا يتوقف دويها ، ” إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ” [الحجر:9]
الطريق إلى قبلان ليست مفروشة بالورود؛ فلا بد من عبور حواجز الاحتلال وتجاوزها في حوارة وزعترة ومستوطنات عديدة وطرق التفافية تكاد تحيط بالبلدة إحاطة السوار بالمعصم، وها هي البلدة تطل على المنطقة من تلالها العالية المزروعة بالمساجد وأشجار الزيتون .
وأمام مبنى الدار الشامخة يتقاطر الفتية والفتيات، يتقافزون كالفراشات فرحا بالربيع الزاهي، وكذلك رواد الدار يفعلون فرحين، من بين نحو عشرة آلاف مواطن يمثلون عدد السكان في البلدة والشتات، ينحدرون من عائلات ثلاث كبرى وفروعها، وهي العملة والأقرع والأزعر، يملكون نحو 12000 دونم معظمها تلال عالية .
الأستاذ فواز الأقرع مدير قسم الإناث وعمدة البلدية الأسبق أسس دار القرآن الكريم في العام 1989 بدعم ورعاية لجنة الزكاة في البلدة ، ويقول إنه تم اعتماد برامج لجنة التحفيظ في نابلس في العام 1999 .
تطور وتوسع …
ويؤكد الأقرع أنه ومع ازدياد الإقبال على تحفيظ القرآن برزت فكرة إيجاد مبنى لدار القرآن الكريم عام 2003، وهي تضم بين جنباتها حاليا 650 طالبا وطالبة على اختلاف فئاتهم العمرية، ويشرف على تعليمهم وتحفيظهم القرآن الكريم ما يقار من 100 معلم ومحفظ للقرآن الكريم ، وأدرجت الدار ضمن مدارس وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عام 2021.
الدعم والغايات …..
وفي دعم قديم ومتجدد يكشف رئيس لجنة الزكاة كفاح عوض الله أن لجنته وقفت خلف إنشاء دار القرآن وهي احدى انجازاتها المؤسسية، كانت ولا زالت تقدم يد العون لها ماديا وإداريا وإستشاريا وستظل على هذا المنهج والطريق .
الشيخ عصام فهمي واحد من القائمين والمشرفين على الدار ورئيس قسم الإشراف يشرح عن رسالة الدار القرآنية، ويقول إن رسالتنا تنشئة الأجيال على حفظ كتاب الله وتدبره وفهمه والعمل به والتخلق بأخلاقه، وتنشئة الجيل الذي ينتمي لدينه ووطنه.
درع حصينة…
عمدة البلدية والنائب في المجلس التشريعي رياض علي العملة يصف دار القرآن بأنها مؤسسة رائدة عظيمة في قبلان، وهي بمثابة روح تسري في البلد ورافعة ودرع حصين للأجيال ذكورا وإناثا ، مضيفا أن دورهم كبلدية كبير، فهم لا يألون جهدا في تقديم يد العون للدار وتسهيل مهماتها لتأدية رسالتها العظيمة وهي رسالة القرآن الكريم والتمسك بكتاب الله .
منكم وإليكم …..
المعلمة علا جودة واحدة من خريجات الدار وعادت لتكون محفظة فيها، قالت: التحقت بدار القرآن الكريم عام 2012 وأتممت حفظ كتاب الله وتجويده خلال 8 أعوام، واعترافا بفضل دار القرآن علي وردا للمعروف قررت الالتحاق بعملية التحفيظ والتدريس منذ أكتوبر 2021 وأطمح بمواصلة هذا الدور إن شاء الله .
جهاد إياد الأزعر إحدى الشجرات المثمرة من غراس دار القرآن الكريم، يرد الفضل لأهله ويلتقي هو الآخر مع المعلمة علا جودة ويقول : كنت واحدا من الملتحقين بالدار عام 2012 وتمكنت من إتمام حفظ كتاب الله عام 2020، والآن عدت للدار معلما للأجيال وقد وجدت خلال هذه الفترة أثر القرآن في حياتي كلها بفضل الله.
أعمدة العطاء ..
المربية منى عواد واحدة من المثابرات على حلقات تحفيظ القرآن وتركز على العطاء ضمن هذه المهمة المباركة، وتشدد على أن تخريج حافظات وتربية جيل يعتمد على القرآن الكريم من أجل أن يكون هذا الجيل جيلا بناءً في بيته وأسرته ومجتمعه، صحيح أن مهمتنا الأساسية هي تحفيظ القرآن لكن المهمة الأخرى هي التربية الإسلامية لتخريج جيل قرآني.
وتلتقي جهود المربية منى عواد مع أخواتها مربيات ومحفظات القرآن، وها هي المربية الفاضلة ابتهاج ياسر التي تعد من أعمدة التحفيظ تضع أصبعها على ينبوع الخير وتقول إن قسم الطالبات يشكل القسم الأكبر في الدار إذ يضم بين جنباته 400 طالبة.
وتتنوع عملية التحفيظ وفق المربية ابتهاج بين التحفيظ والتجويد والتثبيت والإتقان وتصحيح القراءة، حيث يضم القسم أكثر من 60 عاملة، ويتخرج سنويا ما لا يقل عن 20 حافظة بفضل الله .
أسماء عابد المعلمة في الدار لم يمنعها عمرها وهي ابنة ال 60 عاما أن تتشرف بمهنة تحفيظ كتاب الله وتسرد حكايتها مع حفظ القرآن وتحفيظه من البداية، وتقول إنها التحقت بالدار طالبة عام 2003، وطوال 15 عاما استمرت في المشاركة مرة واحدة أسبوعيا، وأنها اليوم بفضل الله واحدة من معلمات تحفيظ القرآن الكريم.
وحسب المشرفين على الدار المباركة فإن حلقات التحفيظ والتجويد ليست في بناء الدار المركزية فحسب؛ بل تتوزع أيضا على مساجد ومقار ومجالس المساجد في البلدة مراعاة لضيق مساحة دار القرآن الكريم، لا سيما مع ارتفاع أعداد الطلبة المقبلين على تعليم القرآن الكريم، ونظرا لبعد المسافة بين مقر الدار وبيوت الطلبة والمساجد القريبة منهم .
آمال وطموحات ..
وبينما يقول عصام فهمي مدير الإشراف بأن الدار تنتهج العمل المؤسساتي بعيدا عن الرؤى السياسية والحزبية، فالقرآن هو لسان المجتمع الذي يجمعنا، يعلن فواز الأقرع عن الطموح العملي بتوسعة المبنى الحالي وإيجاد مبنى جديد لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المقبلين على حفظ القرآن، إضافة للطموح بتخريج جيل يملك قدرا كافيا من العلم الشرعي والثقافة الدينية اللازمة لتحصين المجتمع.
وأشاد مدير لجنة الزكاة كفاح عوض الله بتعاون مديرية أوقاف نابلس الوثيق والهام مع لجنة الزكاة والاهتمام بدار القرآن داعيا المحسنين لدعم لجنة الزكاة دعما لدار القرآن الكريم .
مدير دار القرآن مجدي طبش يناشد الخيرين وأهل الإحسان لمد يد العون ومساندتها في دعم نشاطاتها وتحقيق طموحاتها وآمالها.
تصنيفات : قضايا و مقالات