إذاعة القرآن الكريم في نابلس.. حضور محلي لافت وطموح نحو العالمية نوفمبر 15, 2022 للمشاركة : الصوت القريب من القلوب…إذاعة القرآن الكريم في نابلس..حضور محلي لافت وطموح نحو العالمية.نابلس/ أ. نواف العامريتربع أثير إذاعة القرآن الكريم في نابلس على ترددات الإذاعات في المركبات العمومية والشخصية في المدينة التي تشتهر بلقب عش العلماء ومدينة المآذن وعاصمة جبل النار ودمشق الصغرى، وتميزت بأنها الصوت القريب من القلوب كما تنطق حروف السُعاة للقلوب في ديباجتها اليومية.ونادرا ما كان يفتقد كاتب التقرير لصوت الإذاعة يصدح في المركبات العمومية ، يتنقل بين قراء مشهورين وتفسير لعلماء أجلاء، ومواعظ ترتقي بالنفوس، بينما لا تخلو الفواصل الإذاعية من أناشيد تترنم بها القلوب، ودعايات يمثل جلها بابا لمداخيل مادية تعينها على استمرار بثها وجذوة لنور لا ينطفئ.الميلاد والانبعاثميلاد الإذاعة القرآنية سُجلت شهادته في مدينة نابلس شمال فلسطين عام 1419هـ الموافق للعام الميلادي 1998، باعتبارها مؤسسة إعلامية حيادية مستقلة تعنى بالقرآن الكريم وعلومه، وشركة مسجلة تحمل الاسم الرسمي(الصفا لإذاعة القرآن الكريم وعلومه العادية العامة) وفق معطيات إدارة الإذاعة في حديث خاص بالتقرير.وعن الفكرة وانبعاثها يقول المحامي رضا “محمد سعيد” ملحس رئيس مجلس الإدارة ومدير الإذاعة العام: في وقت انتشرت فيه العديد من وسائل الإعلام المختلفة بزغت فكرة إنشاء إذاعةٍ تصدع بصوت القرآن الكريم لتقدم بديلاً طيباً من معينٍ عذبٍ زلالٍ طهور، تنير حلكة ليل تعطشت فيها النفوس المؤمنة إلى النور.البذرةويواصل المحامي ملحس تسليط الضوء على الإذاعة التي باتت تعرف بأنها الصوت القريب إلى القلوب، مضيفا أن الفكرة تجسدت بذرة طيبة نمت في قلوب القائمين عليها، لتشمخ شجرة طيبة باسقة، تؤتي ثمارها كل حين بإذن ربها في قلوب المستمعين، وتحولت الفكرة التي جالت في خاطر فضيلة الشيخ محمد سعيد ملحس – رحمه الله – إلى واقع تمثل في البدء بتأسيس هذه الإذاعة، ومعه أبناؤه ليكونوا له عوناً في هذا الشرف العظيم.الشيخ”محمد سعيد” ملحس -رحمه الله- مؤسس الإذاعة، ومالكها، ورئيس مجلس إدارتها السابق، ارتبط اسمه بشيخ قراء شمال فلسطين، وصاحب كتاب أحكام تجويد القرآن على رواية حفص بن سليمان، والذي تم تدريسه لفترات طويلة في جامعات فلسطين، ولا زال يُدرَّس في دور القرآن الكريم التابعة لوزارة الأوقاف الفلسطينية، وغيرها من الجامعات العربية.كانت نابلس على موعد تاريخي في الثاني عشر من ربيع الآخر عام 1419هـ الموافق 1998م، حيث انطلق صوت إذاعة القرآن الكريم من قلب المدينة العريقة في الوقت الذي كان الناس بأمس الحاجة إلى روحانيات تأوي إليها النفس كلما ضاقت الدنيا بها. يقول رضا ملحس.سلسلة الأثير الذهبية سلسلة الخير والأثير الذهبية ونبض السعد في الإذاعة القرآنية يقف على رأسها المحامي رضا “محمد سعيد” ملحس رئيسا لمجلس الإدارة، ومديرها العام، منذ عام 2017، وذلك بعد وفاة والده رحمه الله فيما شقيقه الأستاذ أسامة “محمد سعيد” ملحس رئيسا للتحرير، عضو مجلس الإدارة، الإعلامي المعروف، معد كثير من برامجها ومقدمها ومخرجها.الشقيق الثالث والداعية الواعظ في نابلس الشيخ “محمد نور” “محمد سعيد” ملحس مديرا لشؤون الموظفين، عضو مجلس الإدارة، وهو المتخصص في الشريعة الإسلامية، ومتابع الضوابط الشرعية المتعلقة بمنهج الإذاعة. الشيخ بشار أبو زهرة مدير قسم البرامج، والعضو الاستشاري في مجلس الإدارة، يحمل شهادة الماجستير في الفقه والتشريع، واحد من الذين يساندون عمل الاذاعة الدؤوب دون تعب أوملل ، يقدم كثيرا من البرامج الدينية، وعلى رأسها برنامج ((أنت تسأل والمفتي يجيب)) بينما يرتبط المهندس جعفر الخياط اسماً وصوتا وحضوراً كمدير للتسويق، وعضواً استشارياً في مجلس الإدارة.هيئة العاملينماذا عن العاملين في حرم الاذاعة المباركة؟ يجيب المحامي رضا ملحس باختصار يرتبط بخيرية الأهداف والغايات ويقول:” إنهم مجموعة من الموظفين المتخصصين كل في مجاله، وحسب المهام الموكلة إليه من شرعيين وتقنيين وفنيين، لهم أجرهم وأجورهم، عكفوا على خدمة الإذاعة وتسيير أمورها، مبتغين جميعاً رضى الله عز وجل، مستشعرين قدسية الرسالة، وعظم المسؤولية في الدعوة إلى الله”.ونشأت الإذاعة وفق الاستاذ أسامة بإمكانيات بسيطة تقنياً وفنياً، وبتغطية جغرافية ضيقة بثاً وإرسالاً، ما لبثت والحمد لله أن تطورت فنياً بحواسيبها ومعداتها، واتسعت جغرافياً بمساحة بثها، ونمت بأجهزتها وأبراج تقويتها التي وُضِعَت في مناطق مختلفة من مدن الضفة الغربية، حيث أصبح أثير إذاعة القرآن الكريم يغطي فعلياً 90 % من أراضي فلسطين، إضافة لمناطق عديدة من الأردن، وأجزاء من مصر، وبذلك يكون بث الإذاعة من أوسع المحطات المحلية من حيث التغطية الجغرافية.عمل وخططويؤكد الأستاذ أسامة أن الإذاعة عملت ضمن خطتها التطويرية على إيصال بثها للعالم عبر شبكة الإنترنت من خلال موقعنا وصفحتنا على الفيس بوك، WWW.QURAN-RADIO.COM وتطبيقات خاصة على كل من (الآندرويد و الآي فون) إضافة إلى اليوتيوب، ليتسنى وصول صوت الإذاعة إلى أكبر عدد ممكن من المستمعين، وقد واكب هذا التطور والتوسع زيادة في عدد الموظفين ومن ثم الانتقال من مقرها القديم المتواضع إلى مقر جديد واسع يليق بالقرآن وأهله بإذن الله.واستمرت مسيرة التطور والتطوير في شتى المجالات بشكل حثيث مكثف، وبخط بياني تصاعدي ولله الحمد والمنّة، وما زالت الإذاعة تعمل على تطوير كادرها الإداري والفني والمهني للارتقاء بهذا الصرح الإعلامي، والوصول به إلى ما يحقق الأهداف ويرضي ربنا تبارك وتعالى. يضيف أسامةالأهداف والرسالة وعن الهدف والرسالة يبسط الشيخ محمد نور الحديث بالشرح الغني مشددا على أن العمل لهدفٍ واحد لا تحيد الإذاعة عنه مهما طال الأمد ومهما تغيّرت الظروف ويمثل هدفها القائم على الدعوة ” إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ” وربط الناس بكتاب الله عز وجل، من خلال سماع قرآنه، وفهم آياته، وتعلُّم أحكامه، والدعوة إلى العمل بمقتضاه في مناحي الحياة. ” وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ” وصولا إلى الهدف الأسمى للقائمين على الإذاعة )رضى الله تعالى(، “رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ”.الحيادية والاستقلاليةولا يخفي المحامي رضا ملحس منهج الإذاعة المتسم بالحيادية المستقلة، والمتخصصة بالقرآن الكريم وعلومه ومعارفه، مشيرا إلى أن رائدها الإيمان العميق بترسيخ العقيدة الإسلامية، شراعها العلم الصحيح المنبثق من الكتاب والسنة، ونبراسها توحيد المسلمين على هذا الدين العظيم الموحدِ للمسلمين، ودعوتهم إلى الاعتصام بكتاب الله، وتجنب الخلافات المذهبية والحزبية. “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا”.ماذا عن المداخيل؟وبصدر منشرح ولسان يفيض سعادة يقول المحامي رضا أن الله تعالى يسّر عدة مشاريع لتغطية نققات الإذاعة وكلفتها التشغيلية والتطويرية، ومنها الدعايات التجارية ورعاية البرامج ويفصلها بمشروع “رسائل الإيمان” وهي خدمة من خدمات الرسائل القصيرة smsتقدمها الإذاعة لمشتركي شركتي جوال و أوريدو في فلسطين، ما بين حكمة بليغة وموعظة مؤثرة ودعاء من الكتاب والسنة والسلف الصالح، وتذكير بالأحداث التاريخية الإسلامية، وبالمناسبات الدينية كالعيدين ورمضان وما يتعلق بها من توجيهات وأحكام، وتذكير بمواعيد برامج الإذاعة. وقد بلغت ما يقارب الستة آلاف رسالة ، ثم بفضل الله تم تسجيل هذه الرسائل بالصوت، ويتم بثها حاليا عبر أثير الإذاعة، لتعم الفائدة على المشتركين والمستمعين، ولتصبح رسائل مقروءة ومسموعة.ومن مصادر دخل الإذاعة مبيعاتها من إصدارات صوتية ومطبوعة، والروزنامة الهجرية السنوية، وإصدارات صوتية عديدة.فضلا عن أن هذه الإذاعة كان قد نذرها صاحبها لله جل في علاه، وهي بعد وفاته لا تزال كذلك، فلا يُتَقاضى منها أية أرباح، فكل دخلها يُرصد للتطوير الدائم والطموح اللامتناهي.قطوف البرامجوللإذاعة من البرامج فيض زاخر وعطاء كبير يلمسه المستمعون؛ إذ تحرص (لجنة البرامج) في الإذاعة كما يؤكد الأستاذ أسامة على دورية اجتماعاتها لوضع الخطط البرنامجية ودراسة حاجة المستمعين إلى موضوعات معينة ضمن دراسة الأحوال السائدة مجتمعياً أو أخلاقياً أو اقتصادياً، أو ما تستدعيه المناسبات الموسمية، كشهر رمضان والإسراء والمعراج، وشهر ربيع الأول بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وموسم الحج، أو موسم المدارس والجامعات ومتابعة اقتراحات المستمعين بتقييم ما كان من برامج، أو ما يحتاجونه منها، خلال الموجة المفتوحة السنوية في ذكرى تأسيس الإذاعة، ولذلك أكدت الإذاعة دائما على أن المستمعين (شركاء في العطاء) وفي المساهمة في رسم مسارها وسيرتها في برامجها. ويعتبرالقرآن الكريم البرنامج الأطول والأكثر مساحة وفق المحامي رضا، إذ هو الواجهة الرئيسية لكل برامج الاذاعة، بأجمل أصوات المقرئين المشاهير، في ختمٍ متواصل ومرتّبٍ للقرآن الكريم، مضافا إليهم قارئين فلسطينيين (محليين) ضمن مشروع يهدف إلى تسجيلٍ متقنٍ بأصواتِ قرّاء من بيت المقدس وأكنافه، يلي ذلك علوم القرآن وتفسيره: في برامج متنوعة لبيان الأحكام الشرعية في الآيات تارة، أو لنثر كنوز اللغة والبلاغة فيه تارة أخرى، أو العمل على دروس تدريبية عملية لتعليم أحكام التلاوة للمستمعين على الهواء.وتتميز برامج الاذاعة بتسعة برامج مغناطيسية الجذب والأداء والعطاء، منها: مختارات من الأحاديث النبوية، والأدعية والابتهالات، والمداخلات المجتمعية و مختارات عذبة من رياض النشيد الهادف وندوات علمية، ودروس إيمانية، ورقائق قلبية، ومنها البرنامج اليومي الأشهَر (الكلمة الطيبة)، وبرامج السيرة النبوية، وسير الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبرامج فقهية تتسم بالوسَطية، والبُعد عن الخوض في القضايا الخلافية، من خلال دروس مسجلة لمختصين، أو باستضافة أهل العلم في حلقات مباشرة مع جمهور السائلين من المستمعين، مثل برنامج (أنت تسأل والمفتي يجيب) وبرامج حوارية وتفاعلية منوعة؛ اجتماعية، وثقافية، وتربوية. وفي التنمية البشرية، وقضايا الأسرى وأرض المسرى والمسجد الأقصى، وبرامج ترفيهية متزنة، ومسابقات ثقافية، ومسابقات أجمل الأصوات في التلاوة ومسلسلات وتمثيليات درامية للكبار والأطفال، في القضايا المجتمعية والتربوية والعلاقات الأسرية وحتى الفقهية، وكذلك في السيرة وسير الصحابة والتابعين، وغيرهم من ذوي البصمة في الحضارة الإسلامية، والحملات الدورية المكثفة في موضوعات حيوية تهدف إلى التأثير حتى التغيير، مثل حملة «مكافحة التدخين»، حملة «حجابي جنتي»، حملة « بِرُّ الوالدين»، حملة «صلاة الفجر طريق النصر»، حملة «ما لكم لا ترجون لله وقارا»، حملة «يمحق الله الربا»، حملة «في القلب أنتم» لمساندة الأسرى في سجون الاحتلال، حملة خاصة بالقدس الشريف لتعزيز الانتماء إلى أرض الإسراء. امتداد الجذورويشير الشيخ محمد نور إلى أن الإذاعة حرصت على استضافة الكثير من كبار العلماء والدعاة والمقرئين والمنشدين في لقاءات خاصة عبر أثيرها، فقربتهم من محبيهم المستمعين، وارتبط الكثير من هؤلاء بعلاقات طيبة مثمرة ومستمرة مع الإذاعة، بشواهدِ الاستمرار في تزويدها بتسجيلاتهم وإصداراتهم، بل ومن ذلك ما كان فيه السبق على الإذاعات الأخرى بالبث الحصري لهذه الإذاعة المباركة مما تخيروه لها.آمال وطموحات وسعادة ويختم المحامي رضا قائلا :” إننا نَسعد بما أنجزناهُ لوجهه الكريم سبحانه وخدمةِ كتابه العظيم جل في علاه، وإيصال أثير القرآن إلى كل مكان في فلسطين الحبيبة وما حولها، حتى أصبحْتَ تسمع القرآن يصدح على مدار الساعة في كل بيت ومحل وشارع وسيارة؛ فأضحى مئات الألوف من الناس لا يستغنون عنها، مستعيدا ذكرياته والإذاعة عندما لقي القبول والترحيب في مؤتمر بإحدى الدول الخليجية عندما قيل في المؤتمر ترحيبا بالإذاعة المعطاءة كأول إذاعة خاصة بالقرآن الكريم لا تملكها الدول والحكومات“ويرى الأستاذ أسامة أن الطموح نحو مزيد من الارتقاء يشغل بال كل فرد من أفراد أسرة الإذاعة ومحبيها، ويعمل كل واحد منهم على أن يكون الارتقاء من قِبَله فيرتقي بالأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى.الإذاعة رقم 1الإعلامي والإذاعي النابلسي المعروف سامر خويرة يختصر حكاية إذاعة القرآن ويقول:” عند تقييم الإذاعات بيننا كصحفيين فإن الإذاعة غير خاضعة للمنافسة والتقييم مقابل غيرها من حيث نسبة المستمعين والأداء والمحتوى، هي رقم 1 بلا منازع”. تصنيفات : قضايا و مقالات