آهاتُ أسيرٍ مُقعد، للشاعرة إيمان حماد
ديسمبر 8, 2022
للمشاركة :
آهاتُ أسيرٍ مُقعد
للشاعرة إيمان حماد
( قصيدة مستوحاة من قصة أسير فقد أطرافه وعينه فكتب يقول: لا تقولوا لأمي إنني أصبحتُ أعمى)
أماهُ:
إنها خمسٌ وثلاثون عاما عجافاً يتبعها مؤبدْ
وبابُ سجنٍ يأكلُ ثنايا الفؤاد بالجَور موصدْ
ورصاصاتُ غدرٍ بنار الحَيفِ حقدُها جَدُ مُوقدْ
أُطفأتْ مقلتي حتى غاب سنا ضوئي وتبددْ
أنا المنسيُّ من متن الوعودِ الغابراتِ مُسهد
أنا المكلومُ المُعنى حيثُ الأبيُّ الحرُّ مقعدْ
طارتْ أشلائي في ثنايا المخيم ونوري قد تبددْ
أماهُ:
لن أشي لك بوهنِ عيني فاللون عندي قد توحد
لذا أبدي الثنايا الباسمات لنور وجهك البهيِّ كالزبرجد
ماذا أقول لها وقد بِتُ أخشى على جفن ٍذابل مُسّهدْ
أجولُ في ثنايا السجنِ أغطشُ فالنور مني قد تبددْ
رمتْ نيرانُ جوْرهم بمهجتي وبتُ عليلا لآسٍ قد تهودْ
يا سنينَ العمرِ التي تَذرّتْ بخارا في فضاء قد تلبدْ
وآحر قلباهُ على من يسعى به طَرفٌ قد تَجمدْ
ومقلةٌ قد عَمَتْ عند الأعادي شفاؤها ليس يرشدْ
أصوغُ القوافي في سهادٍ ودمع في المآقي قد تجمد
يا بابَ السجنِ كيفَ على كفيفٍ كسيحٍ أنتَ تُوْصَدْ
بالله يا عالمي المسكونُ بغوائل ظلم بالدم قد تعمد
أرحموا قلبَ أمٍ بأطراف ِ النهارِ أساها ينمو ويتجدد
هذه قصتي في الأمعريِّ مشهدها وفارسها بالحقِ محمدْ.

تصنيفات :