شخصية العدد، د. محسن الخالدي
• هل يحدثنا الشيخ عن رحلته العلمية والعلمية؟
منذ أن بدأت في الدراسة في الصفوف الابتدائية كانت الدراسات الشرعية محط أنظاري، وغاية مقصدي، فقد تربع حب الشرع عرش قلبي، ذلك أني نشأت في أسرة توارثت العلمي الشرعي، ولا زلت أحتفظ بمكتبتي بمخطوطات أجدادي التي خطوها بأيديهم، كما أن تراتيل أبي لآيات الذكر الحكيم في قيام الليل كانت تأسر فؤادي.
وقد توارثنا جميعا ذكورا وإناثا صوتا شجيا في التلاوة والترتيل، وقد كنت في الصفوف الابتدائية في الفسحة بين الحصص أجلس في ساحات المدرسة فيصطف الطلاب حولي فأجود القرآن مقلدا الشيخ عبد الباسط رحمه الله.
وتدرجت حتى وصلت كلية الدعوة وأصول الدين، ثم قسم أصول الدين في الجامعة الأردنية، ثم جامعة القرآن الكريم في الخرطوم، وقد يسر الله تعالى لي رئيس الجامعة العلامة الفقيه المفسر أحمد علي الإمام الذي تولى الإشراف على رسالتي بنفسه، وكان يعاملني كأحد أبنائه، وقد أنهيت الدكتوراة عام 1995.
عملت قبل دراستي للدراسات العليا إماما وخطيبا، وأثناء دراستي كنت مدرسا في المعاهد الأردنية، وإماما لفترة وجيزة في مسجد إسكان الدكاترة في الجامعة الأردنية، ومساعد بحث وتدريس فيها.
وبعد عودتي من الدراسة عملت محاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة، وشاركت في تأليف وتقويم بعض المراجع لتخصص التربية الإسلامية لجامعة القدس المفتوحة ولبعض المعاهد العليا وللمناهج الدراسية.
وفي عام 1996 وُظِّفت في جامعة النجاح الوطنية، وحصلت على درجة أستاذ مشارك عام 2007، وعلى درجة أستاذ عام 2021، ناقشت وأشرفت على عشرات الرسائل الجامعية ومشاريع التخرج لطلبة البكالوريوس والماجستير والدكتوراة.
-قمت بتأليف ما يزيد عن ثلاثين بحث محكم في الشريعة الإسلامية، وشاركت في العديد من المؤتمرات في الداخل والخارج، أحيانا بورقة بحث وتارة بلجانها التحضيرية أو العلمية.
شاركت وترأست مسابقات بلل النجاح، وقارئ النجاح مرات عدة
-مستشار لدي جاهات الصلح العشاري
– الحمد لله أن منّ الله عليّ أن أكون ضمن أسرة الشريعة في جامعة النجاح الوطنية، فإنني أشعر أن زملائي في الجامعة هم أسرتي وعزوتي وسلوتي فكأنهم من آل بيتي.
تعيش كلية الشريعة في جامعة النجاح عرسا بتفوق ابنتها الطالبة سهلية غنام، مما يدفعنا إلى الحديث عن هذا الحدث وما سبقه من خطوات وتطورات شهدها هذا الصرح.
– منذ أن تعينت في كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية شهدت الخطوات التي خطتها الكلية إلى الإمام بعزم وثبات كي تحقق رسالتها في إنشاء جيل يحمل العلم الشرعي على أكمل وجه، ويتاجر في هذا العلم مع الله لا مع الناس، تحذوه الغيرة على الدين والحرص على سلوك الصراط المستقيم.
-وكان من سياسة الكلية أن تحرص على بناء جيل يتخلق بأخلاق الإسلام يكون حريصا على التلقي والعطاء، فاستقطبت الكلية الطلبة المتفوقين في الشهادة الثانوية، ولا أبالغ إن قلت: إن ما يقرب من سبعين في المائة من المقبولين في كلية الشريعة لهذا العام -على سبيل المثال- علاماتهم في التسعين، وكثير منهم حاصل على معدل يدخله كلية الطب لكنه آثر دراسة الشريعة فأسأل الله تعالى أن ينفعنا بهم.
وكان من ثمرة استقطاب الطلبة المتفوقين لدراسة العلم الشرعي أن الأولى على الجامعة بأكملها كانت من كلية الشريعة، وهي الطابة سهيلة غنام التي التحقت مباشرة ببرنامج الدراسات العليا.
إننا نفخر بطلابنا في جامعة النجاح ونعتز بهم ونتمنى دوما أن يكونوا محط أنظار الناس في النزاهة والعلم والاستقامة.
كما أن كلية الشريعة لها دور فاعل في نشر رسالتها، فقد تم منذ سنوات من خلال التعاون بين إدارة كلية الشريعة وإدارة الجامعة على إنشاء ملتقى القرآن الكريم الذي يلتحق به الآن أكثر من الفي طالب من مختلف الكليات غايتهم حفظ القرآن الكريم.
ومما يثلج الصدور حقا أن الكلية تخرج في كل عام نحو مائة حافظ لكتاب الله.
كيف يرى الدكتور الإقبال على كليات الشريعة؟ وكيف يقرأ مستوياتهم؟ ودورهم؟
- مما لا شك في أن الإقبال على كلية الشريعة في جامعة النجاح جيد ذلك أن برامج الدراسة فيها متعددة في حين نجد أن الإقبال على غيرها أقل بكثير، ولعل السبب في ذلك قلة التوظيف رغم شدة الحاجة، فهناك العديد من المساجد فارغة من الأئمة، وربما استبدل أستاذ التربية الإسلامية بغيره في المدراس من غير أصحاب التخصص.
- على حامل العلم الشرعي أن يعي أن دوره لا يقف إذا فقدت الوظيفة، فهو قد تعلّم لله، وفي قلبه همّ دعوي يستطيع إيصاله للناس حيث وجد.
أحيانا يتهم الأكاديمي أنه غائب عن واقعه وبيئته، ما هي الرسالة التي يوجهها فضيلة الدكتور للأكاديميين حول دورهم في المجتمع.
-مما لاشك فيه أن الأكاديمي مثقل بأعبائه من إشراف وتدريس وأسفار، ولكن مهما يكن الأمر فيجب عليه أن يتابع واقعه، فحملة العلم الشرعي موضع ثقة واحترام من المجتمع، ويجب أن يكون لهم دور الريادة في تبصير الناس بدينهم وإحلال السلم الأهلي، فهم منارات يهتدي الناس بها، فوصفهم بالسراة أولى من غيرهم في قول الأفوه الأودي:
لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم … وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا
يواجه المجتمع اليوم تحديا كبيرا حول قانون حماية الأسرة الجديد المنبثق عن سيداو، ماذا يحدثنا فضيلة الدكتور عن هذا الموضوع؟
إن من أهم التحديات التي تواجه مجتمعنا في الوقت الحاضر هو التسويق لقوانين غربية غريبة عن ديننا ومجتمعنا، وإن من العجب العجاب أن نرى ثلة من الناس في هذا الزمان يسوقون ويروجون لمخرجات المؤتمرات والقوانين التي تهدم الأسرة وتتعدى على شرع الله.
ويروجون لهذه الدعوات باسم تجريم العنف الأسري الجسدي، والعنف الاقتصادي، والعنف النفسي، وتحت هذه المظلة ينزعون من الأب والأم حقهم في تأديب أبنائهم وتربيتهم، وكأن ابن عشر سنوات يعرف مصلحته، فلو عنف الأب ابنه من أجل الصلاة مثلا لكان تحت طائلة القانون، وربما تعرض للسجن، هذه القوانين تنزع من الآباء حقوقهم في التربية وتتيح للأبناء أن يتخلقوا بأخلاق أهل الفجور تحت ذريعة الحرية.
تصنيفات : قضايا و مقالات