شباب فلسطين بين الهجرة والرباط، أ. نواف العامر
أبريل 2, 2022
للمشاركة :

شباب فلسطين بين الهجرة والرباط .

نواف العامر .اعلامي وكاتب فلسطيني

من أهم ركائز قوة الاحتلال تفريغ الارض المقدسة من أهلها وعمارها ومرابطيها ، ذلك ان زعمهم الباطل أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ، وعمدوا لترسيخ سموم بن غوريون أن الكبار يموتون والصغار ينسون .

وسعى دهاقنة المحتلين ومن تسموا بالرواد الأوائل لتثبيت روايات المحرف من التوراة وأسانيد باطلة وزعم قدسية وهمية ، وجعلوا لذلك أدوات ووسائل تخلي الارض من أهلها منها الحصار الاقتصادي وخنق لقمة العيش وتنغيص الحياة والقتل وعداها مما يشجع على الهجرة في صفوف الشباب على وجه الخصوص وسهلوا بالإغراء والتشجيع وسائل الهجرة للخارج وعبثا يفعلون ، والله لا يصلح عمل المفسدين .

واليوم يتمنى عشرات الملايين إن لم يكن المئآت منهم ان يصلوا ركعة وينالوا بركة سجدة في أرضنا المقدسة التي بارك الله فيها للعالمين ، تنتصب هامات العلماء والدعاة والساسة الشرفاء والقوى الحية للتمسك بثوابت الأمة والتي يقع الاقصى والقدس في القلب منها .

مما سبق يحتم على الاجيال والشباب من الجنسين الثبات على هذه الارض ثباتا وصمودا ، وعيا مقاوما ، وثقافة بقاء ، ورباط عنيد ، يحدوهم نداء الحق المدوي :

لا تلينوا أو تهونوا …لا يزال العود أخضر .

لا تذلوا أو تخونوا… إن طغى الهول وزمجر .

إن وهن الهول يخبو… في ندا الله اكبر.

 فلسطين اليوم أرض الرباط  لجميع المسلمين، وفي المقدمة منهم أهلها الذين يجب ان تنغرس في قلوبهم وضمائرهم ووعيهم أن المخاطر التي تنتظر أرض فلسطين حال الهجرة منها من تهويد معالمها وطمس هويتها الإسلامية والعربية، لم يعد خافياً على أحد.

وأهم المنافع من رباط وصمود في رغم كل ما يتعرض له الجيل الشاب، وطأة خوف المحتلين من العامل الديمغرافي (السكاني) المتفجر في وجوههم ، وهم يعلمون  ثبات الشباب يفت في عضدهم ومكرهم وكيدهم  وتزايد العدد في ظل الهجرة المعاكسة التي يتعرض لها الكيان الغاصب دافع لإندحارهم وهزيمتهم وفقدانهم للأمل في البقاء مغتصبين محتلين.

ولا زال صدى ما روي عن رسول الله يتردد في آذان قلوبنا ” سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنوداً مجنّدة، جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق، قال بن حوالة: خِر لي يا رسول الله إنْ أدركتُ ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: ” عليك بالشام، فإنها خيرة الله من أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده، فأما إن أبيتم فعليكم بيَمَنِكم، واسقوا من غدركم، فإن الله توكل لي بالشام وأهله”.

ويواصل القائد الرائد صلى الله عليه وسلم بث الأمل وشحن همم الأجيال المؤمنة : ستكون هجرة بعد هجرة، فخيار أهل الأرض ألزمهم مُهَاجَر إبراهيم، ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضهم، تقذرهم نفس الله وتحشرهم النار مع القردة والخنازير”.

وليكن نصب أعينكم  أيها الشباب المؤمن الصابر :

يا رسول الله إني …رغم هذا الليل سائر.

رغم عسف الليل أمضي …شعلة تذكي المنائر.

تصنيفات :