رمضان شهر الحب في بيوتنا، د. منتصر الأسمر
أبريل 8, 2022
للمشاركة :

رمضان شهر الحب في بيوتنا

د. منتصر الأسمر

عندما يعتاد الإنسان على نعمة ما فإنه سيألفها بعد فترة، ولن يستشعر إنعام الله تعالى وفضله. ومن رحمة الله تعالى أنه جعل لنا أياما تشكل محطات تحرك المياه الراكدة وتكسر روتين الحياة وتجعل المسلم ينظر حوله ليرى نعم الله تعالى عليه. ومن أعظم نعم الله تعالى على المسلم نعمة الأهل والأحباب، الذين ينشغل الإنسان عنهم فيأتي شهر رمضان ليجمع الأسرة ويعيد الألفة إليها بعد أن خفتت في زحمة الحياة…  يأتي رمضان بروحانيته وشفافيته فيجمع الأهل على مائدة واحدة مرتين بعد أن كانوا لا يجتمعون إلا يوم الجمعة؛ فهذا في عمله وهذه في جامعتها والثالث في مدرسته، أما في رمضان فتنضبط ساعاتهم على توقيت المحبة والألفة واجتماع القلوب قبل اجتماع الأجساد…  وللدعاء في رمضان بركته وروحانيته، فكم من عائلة مشتتة اجتمع شملها في رمضان بدعوة مستجابة وقت السحر، أو عند الإفطار. وكم من شاب حاز رضى الله تعالى برضى أمه في رمضان.  فرمضان شهر الحب والألفة والوصال إن قطعت الدنيا بين الأهل الأوصال.

 فما أجمل الساعة الأخيرة من نهار الصائم والكل في بيته يحضر ويجهز لمائدة الطعام، هذه الزوجة وتلك الأم تسابقان الزمن لتكون الأطعمة جاهزة قبل انطلاق مدفع الإفطار، والأولاد كل منهم يعرف عمله لتتزين تلك المائدة بأبهى صورة، ما أجمل تلك الأسر التي تتفقد أرحامها وتشغل أول ليلها بتفقد الأرحام وصلتهم، فرمضان فيه تلتقي العائلة حول كتاب الله ومدارسته وتلاوته، بعيدا عن كل ما حرّم الله من مشاهد خليعة ومسلسلات هابطة … فلنعد لرمضان بهجته في بيوتنا وشوارعنا، ولنعلن حبنا الدائم لبعضنا البعض، ولتلهج ألسنتنا بالدعاء لله تعالى أن يجمع شمل عوائلنا ويعود لبيوتنا من أخذت السجون من أعمارهم كثيرا، وسرقت الغربة من شاببهم زهرته.

تصنيفات :