بشرى لقلبكَ قد أتى رمضانُ
فالنبضُ ذكْرٌ والهوى قرآنُ
شهرٌ له بين الشهور فضائلٌ
وعليْه من حُللِ التقى ألوانُ
شهرٌ به النصر المبين سلِ الأُلى
سبقوا..تُجِبْكَ الفتحُ والفرقانُ
إمّا أهلّ ترى الفيافي روضةً
والكوْن بعد يبابهِ…. بستانُ
والنفس ظمآى والعيون نواهلٌ
والقلب من وقع الهدى يزدانُ
كالغيث يهمي للقفار فتنتشي
بعد الجفافِ فيُورقُ الإيمانُ
وترى البرايا سابحاتٍ في الندى
وتمايلتْ في ذكرها الأغصانُ
والليلُ أنسٌ والدروب محبةٌ
والكون في وحيِ السما نشوانُ
يا صائماً لله أظمأ جوفهُ…
لصفاءِ روحكَ..صُفِّد الشيطانُ
لك تزدهي الجنات تنتظر اللقا
شغَفاً…… ويفتحُ بابَهُ الرّيّانُ
يا مرسلَ الترتيلِ قد صمَتَ الورى
وإذا الخلائقُ كلُّها آذانُ
والْتَفّتِ الآيات حولكَ مثلما
طفلٌ بكى فتحوطهُ الأحضانُ
وأتتْ تُهدهدُ باللطائف روعَهُ
فلَهُ بها ممُا يروعُ أمانُ
رمضانُ مطهرةُ الفؤادِ يعد بهِ
للصّفو إن علقتْ بهِ أدرانُ
لو يعلمون الخيْرَ كان رجاؤهم
لو أنّ كلَّ شهورهم رمضانُ
رمضان ضمُدْ من هداكَ جراحنا
فالرَّوْحُ أنتَ ونفحُكَ الرُيْحانُ
ربُاهُ عن جهلٍ تقاذفَنا الهوى
وإلى الرّجوعِ إليْكَ آنَ أوانُ
ويَحِلُّ حُبُّكَ في الهوى فيُحيلُهُ
وتُراقُ في كلِّ الدروبِ دِنانُ
جئنا إليْكَ بذُلِّنا وبضعفنا
وجِرابُ فضلكَ بالندى ملآنُ
نحن العصاةُ..وأنت أهلٌ للتقى
من بحرِ جودكَ يُرتَجى الغفرانُ
فَأقِلْ عِثارَ القوْمِ يا ربَّ الورى
وارحمْ..فإنّكَ- لم تزلْ- رحمانُ
هذي الأكُفُّ إلى حماكَ تضرَّعَتْ
فامنُن فمنْكَ الجودُ يا منّانُ
قد عاد شهرُ الصَّوْمِ يحمل نوره
فإذا الدروب الى الهدى عنوانُ
ضاقت نفوس القوْم..بل ضاق الفضا
والكربُ قد ضاقتْ به الأكوانُ
ُربّاهُ ليس سواك يرفعُ ما بنا
فلَأنتَ وحدَكَ في البلا….معوان
تصنيفات : قضايا و مقالات