السؤال الأول: لو يحدثنا فضيلة الشيخ عن رحلته العلمية والتعليمية
الاسم : حسن سعد عوض خضر
مكان الولادة وتاريخها : طوباس 1953 م
المراحل التعليمية :
بدأت الدراسة في مدارس طوباس ، حصلت على الثانوية العامة عام 1972م،
البكالوريوس : الجامعة الأردنية / كلية الشريعة عام 1976 م
الماجستير : جامعة النجاح الوطنية / كلية الدراسات العليا – قسم الفقه والتشريع عام 1991م ، بتقدير ممتاز ، تخصص أصول الفقه ، وعنوان الرسالة : ( دلالة صيغة الأمر على الأحكام الشرعية ).
الدكتوراه : جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية / أم درمان عام 1998 م تخصص أصول الفقه بتقدير ممتاز ، وعنوان الرسالة : ( مراتب الطلب في الحكم التكليفي – دراسة مقارنة بين مدرستي الحنفية والجمهور وأثر الاختلاف بينهما في ذلك على الأحكام الشرعية – ).
العمل : عضو هيئة تدريس متفرّغ :
- كلية النجاح الوطنية ( مدرسة ) منذ 1976 م – 1978 م
- معهد النجاح الوطني لإعداد المعلمين ” كلية مجتمع ” 1976 م – 1990 م
- جامعة النجاح الوطنية منذ تأسيسها عام 1977 م / كلية الآداب / قسم الدراسات الإسلامية.
- كلية الشريعة منذ تأسيسها عام 1991 م، قسم الفقه والتشريع ، حتى بلوغ سنّ التقاعد عام 2018 م ، عملت خلالها في كليات : الشريعة والقانون وكلية الدراسات العليا تدريسًا وإشرافًا.
- الِإشراف على أكثر من خمسين رسالة ماجستير، وبخاصة رسائل أصول الفقه، وعضو لجان مناقشة عشرات الرسائل داخل الجامعة وخارجها.
الأعمال الإدارية :
- المشاركة في جميع لجان كلية الشريعة على اختلاف مستوياتها .
- رئيس قسم الفقه والتشريع من 1999 – 2001
- عميد كلية الشريعة من 2008 – 2010
- رئيس قسم الفقه والتشريع من 2015 – 2016
العمل غير متفرغ :
جامعة النجاح الوطنية : منذ التقاعد عام 2018 وما زلت أعمل لتاريخه عضو هيئة تدريس
غير متفرغ في كلية الدراسات العليا ومشرفًا على رسائل لطلبة الماجستير
- كلية الدعوة والعلوم الإسلامية / أم الفحم عام 1993 / 1994
- جامعة القدس المفتوحة منذ عام 1999 حتى عام 2015
- الجامعة العربية الأمريكية / كلية الحقوق، منذ عام 2021 وما زلت مستمرًا
العمل المجتمعي:
- عضو لجنة بلدية طوباس من 1996 – 1997
- خطيب ومدرس في مساجد المنطقة منذ عام 1976 – عام 2008، حيث تم منعي من الخطابة أو التدريس في المساجد ، وما زال المنع قائمًا
- لجان الإصلاح الاجتماعي في المنطقة.
السؤال الثاني: يعد الدكتور حسن من أقدم أساتذة الشريعة في فلسطين، وتخرج على يديه آلاف الطلاب من حملة العلم الشرعي، ما هي رسالتكم لتلاميذكم الذين صاروا معلمين وأساتذة وقضاة من حملة العلم الشرعي؟
ما تفضلتم به من حيثُ كوني صاحب أقدمية في كلية الشريعة؛ فإن هذا صحيح، ولم أكن أقدم أعضاء هيئة التدريس في كلية الشريعة فحسب بل وفي الجامعة كلّها على اختلاف كلياتها، فضلًا عن الإداريين فيها كذلك. ولقد أُقيم احتفالٌ تكريميٌ عام 2018 خاص بأقدم عضو هيئة تدريس، وأقدم موظف إداري فكنت أنا الأسبق حتى من الموظف الإداري الأول بسنتين.
لقد عملت في مؤسسة النجاح الوطنية قبل أن تتحول إلى جامعة عام 1977م، ولقد كنت شاهدًا على تسليم رخصة منح مجلس عمدة النجاح رخصة افتتاح الجامعة من قبل الحاكم العسكري وضابط التربية والتعليم حينها، وتسلّم الكتابَ وقتئذٍ السيد المرحوم حكمت المصري، وتولى إدارة الجامعة يومها الأستاذ الدكتور كايد عبد الحق.
ومما تجدر ملاحظته أن عملي في هذه المؤسسة لم ينقطع خلال السبع والأربعين سنة التي عملت فيها، وما زلت إلى يومي الذي أكتب فيه جوابي، ولم أتقدم بإجازة غير إجازة الحج، وثلاثة أسابيع عند السفر لمناقشة رسالتي لمرحلة الدكتوراه، وما ظننت أن إجازاتي المرضية خلال تلك السنين قد بلغت عشرة أيام. وكل ذلك بفضل الله وكرمه، فله الحمد والشكر.
أما رسالتي لطلابي الذين قدّر اللهُ لي أن أكون معهم: لم أكن معلمًا لهم ، فالله هو الذي مكّنهم من التعلُّم، وأما أنا فكنت مرشدًا وموجهًا لما فيه الخير في الدارين بما فتح الله علي من علمه، وكنت أوصيهم بالصدق في الدعوة، والإخلاص وحُسْنِ المعاملة، فهي أساس نجاحهم، ونيلهم الدرجات العلا، وكسب ثقة الناس واحترامهم. وما من يوم إلا ويلقاني من درس عندي مساقًا أجدُهُ باسمًا مسرورًا، ويسلم عليّ ويذكّرُني بنفسه، ويشكرني على ما فات من أيام قضيناها في قاعة الدرس.
وأما طلبة العلم الشرعي: فإن لنا أيامًا لا تُنْسى، ولقاءاتِ لا تُحْصى، وساعاتٍ هي أفضل أيام العُمُر، كانوا طلابًا ناشئين، وغدوا اليوم أساتذة بارزين، يحملون شهاداتٍ علميةً مرموقة، ويتولوْن مناصب تليق بهم، إذ غالبية مدرسي كلية الشريعة اليوم هم ممن كتب الله لي أن أكون مدرسًا لهم، وأغلب القضاة الشرعيين ورجال الفتوى هم منهم كذلك، بل ولقد أنعم الله على كثير منهم فاتخذ منهم شهداء اصطفاهم جل في علاه، ومنهم من دخل السجن ولمّا يخرج إلى اليوم ، ومنهم المُقْرئُ والإمام والخطيب والداعية، ومنهم من غادر البلاد سعيًا للعلم أو العمل وطلب الرزق، والذي أريده منهم دعوة بظاهر الغيب، فما أن يلقاني بعضهم إلا ويضمني إليه ويقبّل رأسي ، بل إن أحدهم – وقد جاوز الستين من عمره وكان عميدًا لكلية في مؤسسته- مررت قبل أيام من باب قاعة محاضرته فأصر عليّ أن أدخل عليه قاعة المحاضرة وفيها ما يزيد عن أربعين من طلبة الجامعة، ورجوته أن لا يُحْرجني أمامهم فأقسم أن يقبّل يدي ورأسي أمامهم احترامًا، وقال لهم ” هكذا يجب أن نحترم معلمينا ” ، خرجت من عنده وذرفت عيني دمعة مما حصل، وسألت الله رحمته.
لقد كان أولئك النفر من الطلبة الذين التحقوا بكلية الشريعة عند إنشائها جيلًا فريدًا، درسوا عن رغبة واختيار، فوفقهم الله لما همّوا به، ويسّر لهم السبل فحققوا مرادهم، مع أن نفرًا قليلًا منهم لم يدركوا غايتهم، ولم يبلغوا هدفهم، إذ لم يكونوا مخلصين في انتمائهم لدينهم، فخلطوا مع العمل الصالح شوائبَ، فما أغنى عنهم ما خلطوا.
السؤال الثالث: تعيش الحالة الدعوية والعلمية مسارا جديدا، فرغم أن الإقبال يقل على كليات الشريعة، إلا أن معدل العلامات للطلبة الملتحقين بالكلية مرتفع، ما هي سبل الارتقاء بكليات الشريعة عموما وفي فلسطين خصوصا؟
مما لا شك فيه أن للأوضاع الأمنية والسياسية والعسكرية أثَرها في توجه الطلبة نحو العلم الشرعي، وللإعلام دورُه الصّادّ عن الدين، وهذا مما يدركه كل عاقل، ويخشى منه كثير من الآباء، وما نشهده من هجمة شرسة ومحاولة لتشويه صورة المسلم، ونعته بأنه عدوُّ الإنسانية، واجتمع على حربه قادة العرب والعجم، وتوافق على عدائه أهل الجاهلية ممن هم أشباه أبي لهب وأبي جهل وكفرة أهل الكتاب، وما نجده من تغييب للدعاة المخلصين في أقبية التحقيق وغياهب السجون بلا محاكمة ولا تهمة ولا تمكينٍ من الزيارة أو الدفاع عنهم، بل وسمهم بالإرهاب لعل هذا كله أدى ببعض الملتحقين بالجامعات للعدول عن الانتساب لكليات الشريعة، خوفًا مما قد يتعرضون له من مضايقات أو خسران وظيفة أو حرمانٍ منها ، ولكن هذا لم يمنع من كان انتماؤه لدينه أو أحْسن أهلُه تربيته من أن يدخل كلية الشريعة، عدا عما قد يلقاه من دعم مادي ومعنوي.
ولقد كان لكلية الشريعة في جامعة النجاح تجربة فريدة آتت أُكُلَها، وحققت هدفًا وامتازت فيه وأشرق نوره ، وهو أن الكلية تقدّم لأصحاب المعدلات المتميزة في الثانوية العامة منحًا دراسية، قد تصل إلى الإعفاء من القسط، أو جزءٍ منه، وكذلك لمن يكون تحصيله العلمي في الكلية متميّزًا، وتتولى الكلية تسديد المستحقات عنهم، بعمل وقفٍ من ريْعِ الكتب المنهجية التي ألّفها مدرسو الكلية، أو مما يتبرع به بعض المحسنين، وجعلت له حسابًا خاصًا في الجامعة، وخصصته لكلية الشريعة، ولقد أدى هذا التصرف الحكيم إلى أن يكون معظم طلبة كلية الشريعة من أصحاب المعدلات العالية في الثانوية العامة، وتكسّرتْ أمام هذا الإنجاز مقولة بعض المحبّطين بأن كليات الشريعة لا يدخلها إلا ذوو العاهات العلمية ممن هم من الموقوذين أوالمتردين أو المنطوحين أو ما أكل السبع أو من عجز عن ولوج الكليات الأخرى وما بقي أمامه إلا كلية الشريعة.
السؤال الرابع: ما هو برنامج الدكتور حسن بعد التقاعده؟ وهل تنتهي رسالة العالم بعد تقاعده؟
لا شك أن الفراغ في مثل هذا العمر، وبعد قضاء أكثر من اثنين وأربعين عامًا في العمل الأكاديمي والقعود بلا عمل صعب وله أثره في النفس، مع أنني أشعر أن العطاء بعد هذه السنين الطويلة يزداد ترسّخًا، وهو تعطيل لمسيرة أتعبت صاحبها لإدراكها، ولكن الله تعالى قدّر لي أن أبقى مستمرًا في العمل غير متفرغٍ في ذات المؤسسة، وهاأنا ذا في عامي الخامس بعد التقاعد أعمل في التدريس والإشراف لطلبة الماجستير، كما أنني أعمل بشكل غير متفرغ في كلية الحقوق التابعة للجامعة العربية الأمريكية، وغالب وقتي أقضيه بين بيتي والمسجد في قراءة أو مجالسة الصالحين.
السؤال الخامس: كيف تسير علاقة الدكتور مع تلاميذه بعد التقاعد؟
لقد نصر الله تعالى نبيّه محمدًا بالشباب، وهم الذين ترجو الأمة منهم الخير، فاحرصوا أن تكون خير الأجيال عملًا، وأفضلهم أثرًا، وكنا نعيب على كثير ممن سبقونا أنهم لم يبذلوا طاقاتهم في خدمة دينهم والذّوْد عن حياضهم، فكونوا أنتم خير خلف لمن كانوا خير سلف، واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وإياكم والفتنة فإنها اشدّ من القتل، ولا يغرّنّكم تقلُّبُ الذين كفروا في البلاد، ولقد بدأت دعوتُنا بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، وها هي اليوم تملأ الأرض، وكل ما نحتاج اليوم هو الصدق في الانتماء والإخلاص فيه والصبر عليه، والإعداد الحسن لنصل الغاية النبيلة والدرجة العالية ونستحق نصر الله، وليكن قول ربنا {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ } شعارَنا دومًا، واللهَ أسألُ التوفيق لكل خير.
السؤال السادس: أخيرا .. كيف يرى الدكتور حسن مستقبل العلم الشرعي؟ هل ما زال الأمل موجودا؟
الابتلاء سُنّةٌ ربانية، والوصول إلى القمة يتطلّب بذلَ غاية الوسع، والجنّةُ محفوفةٌ بالمكاره، لا يبلغها إلا المخلصون، ولا يدخلها إلا الصادقون، ولا ينالُها إلا من عمل صالحًا، والبشرى للصابرين، المستمسكين بالحق، لا يضرهم من خالفهم ولا يُرهبهم نعيق عدوّهم ولا من نافق له، المؤمنين بوعد الله لهم { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } . ولقد وعدنا الله نصرًا عزيزًا ، ولن يخلف الله وعده، واصبروا فإن أشد ساعات الليل ظلمة هي التي تسبق طلوع الفجر.
تصنيفات : قضايا و مقالات