مسيرة القرآن الكريم في فلسطين، أ. طلال جيتاوي
يناير 9, 2023
للمشاركة :

مسيرة القرآن الكريم في فلسطين 

أ.طلال جيتاوي

﴿‌إِنَّا ‌نَحْنُ ‌نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]

عُدَّت حلقات التحفيظ والتجويد من الأنشطة التعليمية المنتشرة في فلسطين، والتي بفضلها تخرج الآلاف من حفظة القرآن الكريم والمتقنين لقراءة القرآن الكريم بأحكام التجويد ذكورا وإناثا منذ الربع الأخير من القرن العشرين حتى أيامنا هذه، والذين أسهموا بشكل فعال في الحفاظ على الهوية الدينية والأخلاقية للشعب الفلسطيني.

وقد ابتدأت مسيرة القرآن الكريم بفتح دور القرآن الكريم في بعض المساجد في بعض مدن الضفة، وأخذت تزداد وتنتشر في مختلف مساجد مدن فلسطين وقراها بأكملها بعد أن تخرج الأكفاء لتدريس أحكام تحويد القرآن الكريم وتحفيظه، ومطالبة الأهالي بفتح مراكز لتحفيظ القرآن الكريم وتجويده، وتفاعلت وزارة الأوقاف مع هذه المراكز بصورة رسمية فشكلت اللجان الأهلية لدعمها ومتابعتها وكذلك لجان الامتحانات وعينت مدرسين ومدرسات في هذه المراكز، كما تطور الأمر حتى افتتحت أكاديميات تحفيظ القرآن الكريم والمدارس الخاصة بذلك، لها كادرها ومعلموها ونظامها.

وفي أواسط العقد الثاني من القرآن الحادي والعشرين بدأت مسيرة تعليم القراءات القرآنية بسندها المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشكل ملحوظ، حيث تخرج القراء المتقنون لحفظ وتلاوة كتاب الله ومنهم من يقرأ الآن في المحطات الإذاعية والتلفزيونية المحلية.

ومن الجهات التي ساهمت في إحياء مسيرة القرآن الكريم ورعايتها في فلسطين وزارة الأوقاف الأردنية في البدايات ولا زالت ممثلة بمديرية الأوقاف في القدس، وكذلك الأوقاف الفلسطينية التي ترعى دور القرآن ومراكز التحفيظ في بيوت الله، وتتعاون مع كل من يريد خدمة القرآن، بالإضافة إلى وزارة التربية والتعليم التي تشجع الطلاب والطالبات على حفظ القرآن الكريم وتجويده بإجراء المسابقات القرآنية في المدارس وتكريم الفائزين والمشاركين.

وأيضا جامعاتنا لم تأل جهدا في إنشاء ملتقيات القرآن الكريم للطلاب والطالبات الراغبين بالالتحاق بهذه المسيرة المباركة تحفيظها وتجويدا.

وهناك الجمعيات واللجان الخيرية كلجان الزكاة التي جعلت تحفيظ القرآن وتجويده أحد برامجها ونشاطاتها التي تعود بالخير على الشعب الفلسطيني.

وحتى إن بعض الشركات والمؤسسات الخاصة في فلسطين ساهمت في مسيرة القرآن المباركة بتبنيها لبعض مسابقات حفظ القرآن الكريم.

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عمق تغلغل كلام الله في قلوب أبناء هذا الشعب المسلم المرابط وعلى أصالته وانتمائه لكتاب ربه، ومدى تأثير القرآن الكريم على قلوبهم وعقولهم.

وقد أثمرت جهود العاملين في مسيرة القرآن الكريم خلال ما يقارب الخمسين عاما ثمارا مباركة انتشر عبقها وطعمها اللذيذ حتى عمّ معظم مدن وقرى فلسطين، ومن هذه الثمار:

  1. تخريج الآلاف من حفظة كتاب الله كاملا من الذكور والإناث.
  2. تخريج عشرات الآلاف من المتقنين لقراءة القرآن الكريم.
  3. إيجاد مدرسين للتجويد ومحفظين لكتاب الله.
  4. المشاركة السنوية في مسابقات الحفظ والتجويد الدولية للذكور والإناث برعاية وزارة الأوقاف.

فهنيئا لكل من ساهم بتطوير هذه المسيرة القرآنية على المستوى الرسمي والشعبي والفردي والجماعي.

وإلى الأمام يا أهل القرآن لإحياء روح القرآن في قلوب كل الناس.

﴿‌وَكَذَلِكَ ‌أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (٥٣) ﴾ [الشورى: 52-53]

وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته

تصنيفات :